قارئة الفنجان
جلست. جلست ونشوة البطولة بعينيها وبشرايينها حتى النخاع وهي ترى وبيل التصفيقات على ما خرّفت وزخرفت وتسمع صدى هتاف العشاق والتابعين ليوم الدين يتعالى في المكان واللامكان عبر دبدبات الأثير المقروء والمسموع وترسل بأناملها إشارات القبل وباقات الورود وإشارات القلوب النابضة لمن وجدوا فيها سحرا وطُعما خارقا استحود على أبصارهم وأسكر أحاسيسهم. كانت كلما خرّ فريق، قالت في نفسها ملكتُهم وسأزييييد ! وكلما زاد التصفيق، قالت في نفسها فرحة بما آتاها الله سأستزيد ! لأغوينكم ولأغلبنكم أجمعين وأنتم تباركون ! ولكن نشوة البطولة ونبرة الشجاعة والجرأة تفاقمتا وأصبح معشوقاها، المعول والنافورة، أكبر غريمين لها إذ تحالفا منذ الأزل، وهما الفيصل والقيصر، إن هي تعاظم غرورها، لَيشقانّ حفرة قبرها ولَيدفنانّ اسمها إلى ما لانهاية وليُصيّرانّها في عداد المساكين على شاكلة من إذا دار عليهم الزمن قيل عنهم ["هما جابوها فراسهم"]، هم من جنوا على أنفسهم.
مريم الراشدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق