الثلاثاء، 20 أغسطس 2019

ثورة عاهرة/كلمات الشاعر /جمال الطرودي

-----ثورةُ عاهرة---- 
.رقص متواصل في معبد الغواية. خمر و جنس و أفيون يخدّر مُنايا. قوّاد و نخّاس لأجساد الصّبايا. و حيزبون عند المذبح تقف كمكّاس البلايا. حيث تُقدَّم لآلهة العفّة أبكارُ الضّحايا.
.
كل واحدة منّا و عندها حكاية  تعرّي من قبحها شيوخا بأثواب الحرباية .  نروي للناس عكس الرّواية فهم يقلبون عمدا معاني الآية و يميلون دوما لتصديق الوشاية. و ينهزمون بغمزة أمام حديث الغواية 
.
نمشي في الظلمة تحت سلطة الكبت عرايا. يمرّ الدّهر و أنسى من شدّة الحزن شقايا .  من  القهر أبكي و ما أسمع بكايا. أحاول أحلم تظهر الصّور شظايا .  أصدفة هي أم هي حتميّة عليّ عيش البغايا؟
.
لو أفتح بإيدي  صندوق الخبايا و أكسّر ما فيه من طلاسم الخلايا سوف تتدحرج عمائم  من أهل العناية و تنخسف أبراج ذات مقامات و سرايا. ليس  مكتوبا على لوحي، العهر سرّ بقايا، مادمت أقدر  على مغادرة ماخور الوصاية... أنا  مواطنة لست رعايا!
.
فليسقط المعبد و لتنبسط الزّوايا! ليتوقّف المسير الذي  ليس له غاية ! يروح  النّدامى على طاولة النّدامة  و اللّائي  رضين بالبغاء معايا! و إن أبقى  وحدي  أطرق سُبُل المَنايا  لن أهدأ  حتى أعثر على طريق الهداية.
.
.سوف أنظر منذ الآن  أمامي و لن ألتفت بعد ذلك ورايا، أُحيي أرضي و أرفع سمايا  و أحفظ عرضي بكل قطرة مع كل ومضة، لؤلؤ قَلابايا، تغسل جسدي  و تُبعد فنايا.
.
.سأعيش رغما عن الجراح في صّحّة و عافية،  أمام وخلف المرايا. فتمام الصّحّة في الوقاية وبلوغ الآمال من الهداية. و من يعش عبثا  لن تُرفع له راية. لأعش لحظتي!  فلذّة العيش منتهايا. 
.
كلّ خطوة تعقبها خطوة بلانهاية ليس لها ما عرفت من قبل بداية.كل لحظة هي نهاية وهي في الأصل بداية. و كل لذّة جفاها الحبّ هي بالفعل خيانة و نكاية . و كل ثورة على الأنذال حمام إلى الأمام للوطن حماية.
.
مهما تتباعد  او تنحرف لابدّ يوما  تتقارب الثّنايا. مهما نختلف، لا تفاخُرَ، إذ ليس لبعض على بعض مزايا. مثلما جئنا نغادر يوما ما عرايا. لانطلب سوى السّتّر يوم تُنشر النّوايا.
 . 
جمال الطرودي / تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق