الجمعة، 23 أغسطس 2019

أنثى الشيطان/كلمات الشاعر /زغلول الطواب

أُنثى الشيطان
خاطرة
للشاعر / زغلول الطواب
جميلة الوجه فريدة البنيان 
ساحرة العينين رقيقة اللسان
مخادعة تسحرك بالأبتسام
تخطف قلبك بغمزة عين
تلاوعك بالدلال
أسلحتها العري 
دون خجل أو حسبان
إذا وقعت بشباكها
تفتنك في الحال
ما أصعب
أن تعشق إمرأة تاجها الجمال
تراقص وجدانك تشغل أفكارك
كتائه الصحراء الظمآن
أيا رجل كن حذر
فليست الأنثى
تعشق بمعيار الجمال
الأنثى حياء وخجل
الأنثى عفيفة اللسان
الأنثى حسب ونسب
الأنثى مدرسة الأجيال
أما من كانت تملكن
من المفاتن العجب
وكان معيارها فتان
تراها تنظر لك بطرف العين
بالرمش والأبتسام
فى أى آوان فى أى مكان
تسلبك الأرادة فتصبح ظلها
في أي وقت وأي مكان
فتمسى أنت السجين
وتصبح هى السجان
أو تسقط فى براثن الشيطان
فكلاهما مخادع ليس له أمان
ما أصعب
أن تشعر بالحرارة آبان البرد
وأنت كتائه الصحراء ظمآن
فكلما شَرِبتُ تنضح عرقاً
تزداد شغفا وشوقآ
لبئر الماء الملطخ بالأوحال
فهل يجود الصيف بالمطر
وهل يجود الشتاء بالدفئ
وهل يجود البخيل بالمال
فكيف حال الذئب
إذا راوغته الظباء
وكيف حال الاسد
إذا ارهقته الغزال
فكلاهما يتنمر بالآخر
وكلاهما خسران
ما أصعب
أن تسلك درباً مبلل بالأوحال
وأنت هزيلآ مرهق ضعيف البنيان
إما وان ترضخ للذل
أو تستسلم للوحل أو تُعلن العصيان
فتتخبط وتسقط 
فكيف لمُنهك يُقاوم الوحل
بدون قدمان
ما أصعب كلام الزيف
وأنت رقيق الحِس مفرط بالحنان
كنهر يتدفق منه الشلال
فحينما يتكشف لك الزيف
يُصيبك الإكتأب والخوف
من عقاب الرحمن
فتلعن الجمال وتكره النفس
 الأمارة بالسوء
وأنصياعك لزيف الشيطان
ما أصعب
القلب العاشق حينما يطعن مرتان
الأولى
حينما يصيبه مرض العشق
فيغرق فى بحر الغرام
والثانيه
حينما كان القلب يدق بالشوق
لانثى جمالها خداع حلوة اللسان
تتحدث وكأنه صدق
وتقسم لك بكافة الأيمان
فشيمة أهل الكذب كثرة القسم
دون معيار أو ميزان
شتان ما بين النهر العذب
وبين بحر ماؤه ملح
يُذيب الصخر  ويبعثر الرمال
فحينما ترتشف من ماء النهر ترتوي
فيذهب الظمأ في الحال
أما البحر مهما منه تجرعت
تزداد عطشآ وآلام
ورد البستان ناعم الملمس
عبيره عطر  زاهى الألوان
منه ما هو شائك مر كما الصبار
ومنه ما هو خدااااع كملمس الثعبان
ظاهره ناعم وبداخله سُم قاتل
يفتك بالإنسان
كموج البحر
يغدر بمن لا يعرف فنون العوم
فيذهب فى خبر كان
هكذا القلب المخادع
هاهى إنثى الشيطان
هكذا القول الكاذب
هكذا سِحر الإبتسام
كانت أنثى
فاتنة الوجه والقوام
ساحرة النظرة
ترشُقها كالسهام
فتخترق الضلوع
وتسكن القلب الولهان
تحمل بين أضلعها
قلب كحجر الصوان
تطرقُ بعنف كالسندال
فتقع فريسة للدلال
تسهر الليل حائر الفكر
يؤرقك الوجد الولهان
أما الحب الصادق
يدوم مهما طال الزمان
فحذارى من أنثى
مغرورة بالجمال
سيذهب غرورها
حينما يذبل جمالها
بفعل عوامل الأيام
يصيبها خريف العمر
فتندم على ما هو كان
فهل يفيد الندم
بعد فوات الآوان
زغلول الطواب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق