الاثنين، 19 أغسطس 2019

دهشة/كلمات الشاعرة /مريم الراشدي

دهشة

لم تنتبه أنه خرج من صفحتها البيضاء المطرزة بقَسم الولاء عند الصباح. أكملت يومها وهي تتنقل كفراشة الربيع بين زهرات الأزرق الرقراق، بين كل شاد صداح في كل واد ومدّاح وعادت مساء لتكمل دورة الجمال بالنقر على روعات الغوالي فإذا بها تُفاجأ بمن كان صباحا فقيها يفتي في مواقع اسم الجلالة ينصح ب"ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم"، وهي تنفّذ تقديرا واحتراما له ولما لمسته في أستاذيته وكرم حرصه على تمام جوانب اللوحة التي كانت ترسم، تفاجأ به يعقّب مساء على حروف بها من "هشتك بشتك" ما يقلب موازين الاحترام رأسا على عقب. وفي أثناء دورتها على رحيق الوردات، وجدت أنه اختفى تماما من لوحتها التي حرصت كثيرا أن يكون جمال النصح باديا على أطرافها وبين ثناياها، يشعّ منها نور وبهاء من نوع آخر.
ربما لم يرقه أن منعته، ولو بلباقة شديدة، من لمس وتناول بعض فرشها الخاصة حتى تُبقي هويتها وسيادتها على لوحتها. ظنته لوهلة من مؤيدي"الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية"، لكنها اكتشفت أنها من أنصار "إن بعض الظن إثم" وآثرت بعث رسالة طيبة فحواها ظاهر للعيان، كانت عبارة شكر منها لطيب اهتمامه على أية حال.

مريم الراشدي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق