سمق بطوله وتدلت منه عناقيد الغيرة الباسقة وأرخلت سدولها على غير عادتها حتى أصابت الشطط من الحضيض، تباهت أناه بدونية الواقف أمامه ومن بقربه واستقلّت شبكة العنكبوت المحبوكة بإحكام في شكَله وداعبت أشرعتها بتميز فكان منها أن، في كل مرة، تُبرز جانبا من الجوانب فتصيب به جمهورا من جماهيره التي يحدِّث كُلاًّ منها بما يرضيها حتى النخاع ويشفي غليله في تقرحات من يصغي إليه ويخشع ثم لا يستفيق من سحر لعاب سبك الأحاجي، لكن حين عجّت ريحه، سقط من برجه العالي ذاك وأصابه من أناه ما لم يكن في الحسبان. "يا الطامع في الزيادة، رد بالك للنقصان !"
مريم الراشدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق