السبت، 3 أغسطس 2019

سندريلا الحلقة الثالثة /كلمات الأديبة /عبير مدين

سندريلا الحلقه (الثالثه)

بقلم عبير مدين 
تغلق ريم المحادثه على صوت والدها الدكتور مدحت ينادي عليها ثم يطرق الباب لتسمح له بالدخول 
الدكتور مدحت.... يدخل بكبرياء غرفة ريم (كويس انك صاحية)
ريم .... تنظر إلى والدها بلا أي تعبير على وجهها
يناولها علبة فخمة يبدو فيها هدية ذهبية قيمة جدا تمسكها ببرود ونظراتها متسائلة عما بداخلها وما مناسبتها 
الدكتور مدحت.... ببرود ( هدية )
ريم .... تفتح العلبة فترتسم ملامح الذهول على وجهها ( علشاني انا ولا علشان ماما )
الدكتور مدحت.... (علشانك)
ريم.... ببرود ( إيه المناسبة يا سيادة الوزير)
الدكتور مدحت.... بحنان مصطنع ( انتي ناسية انك بنتي ولا إيه؟)
ريم.... باسلوب تمثيلي ( ده شرف كبير ليا يا سيادة الوزير)
الدكتور مدحت.... بنفاذ صبر ( المهم تلبسيه في سهرة بكرة )
ريم.... ( سهرة بكرة؟)
الدكتور مدحت....وهو يستدير ليغادر الحجرة (الهانم امك هتفهمك )
يخرج الدكتور مدحت من الحجرة يشير لزوجته التي كانت تنتظر بملل في الخارج لتدخل حجرة ريم 
الدكتور مدحت.... بحزم ( نفذي التعليمات يلا )
رباب .... تحاول أن تبدو هادئة ( مالك يا ريم؟)
ريم .... بذهول ( مالك انتي يا ماما ؟ إيه العيشة اللي إحنا عايشينها دي؟)
رباب .... ( مالها عيشتنا ؟ انت بنت وزير الإقتصاد يعني عايشة في مستوى يحلم بيه أي حد)
ريم.... بعصبية ( إنتي بتضحكي على نفسك ولا بتضحكي عليا إحنا أساسا ميتين فاهمة ميتين)
رباب .... ( بعيد الشر عنك يا رب وبعدين شوفي حبيبتي ابوكي جايبلك هدية تليق بملكة مش بنت ٢٤ سنة )
ريم .... ( مش عايزه هدايا منه مش عايزه حتى إسمه انا خلصت دراسة قطعت كل صلتي بكل زمايلي علشان مش عايزه حد يفكرني إن الدكتور مدحت السوهاجي وزير الإقتصاد أبويا)
رباب.... تحتضن ريم بحنان ( بكرة تتجوزي راجل يعوضك كل ده)
ريم....( والراجل ده هيرجع المرحومة شيرين اللي سيادة الوزير باعها في سوق الجواري وماتت في عز شبابها واندفنت في بلاد غريبه ؟)
رباب....تبكي بحرقة ( حرام عليكي بتقلبي عليا ليه المواجع )
ريم .... تشعر بتأنيب الضمير ( آسفة يا ماما اعصابي فلتت مني )
بعد دقائق من الصمت تمسك ريم علبة المجوهرات 
ريم ....( ماما لو قولت لك قلبي مش مطمن تصدقي ؟)
رباب ....( هو قال مهزومين على العشاء  وانا بيتهيألي ممكن الموضوع فيه عريس )
ريم ....( جارية جديده ضحية هيبيعها علشان يكسب فيها )
رباب ....( لا مش معقول يعيد اللي فات ؟)
ريم ....( ومدام سوزي هتكون معانا ولا سيادة الوزير هيحرم نفسه من صحبتها )
رباب .... ( ما سألتش )
ريم....( الكل عارف علاقتها الزبالة مع بابا وإنها اسما مديرة مكتبه وهي ...)
رباب.... تضع يدها على فم ريم ( خليه يشبع بيها انا مش عايزه حاجه منه ولا من الدنيا غير انك تتجوزي واحد يسعدك )
ريم .... بثقة ( اطمني مافيش راجل هيسعدني من طرف بابا )
تخرج رباب من الحجرة بينما تقف ريم تتلفت حولها بضياع وهي تعقد ذراعيها 
في مساء اليوم التالي لبست ريم وتزينت بعد أن ظلت رباب تحليلها فترة طويلة وذهبتا مع الدكتور مدحت لقاعة فخمة بأحد أشهر الفنادق القريبة من النيل استقبلهم رجل كبير السن يبدو عليه غير مصري سمعت ريم والدها يدعوه مسيو عادل كان الرجل وقت إن دخلوا القاعة مشغول بالعمل  على جهاز لاب توب سلم عليهم وعاد للعمل مرة أخرى 
بعد دقائق من الصمت جاء الجرسون بقائمة المشروبات ليشير مسيو عادل أن يبدأ بالوزير وعائلته اولا ثم طلب هو قهوه بعد ذلك
كان الرجل يبدو في أواخر الستينيات وان كان يبدو عليه النشاط و الصرامة 
عاد الجرسون بعد فترة بالمشروبات فأغلق مسيو عادل جهازه وارتشف قليلا من القهوة ثم كأنه تنبه لوجود دكتور مدحت و عائلته فحياهم برأسه 
ثم دخل شاب وسيم يبدو  في أواخر العشرينات يرتدي ملابس أنيقة  يحييهم ثم يجلس جوار مسيو عادل يتحدث همسا  في أذنه
تخمن ريم أنه العريس وان مسيو عادل والده أو جده 
انتهي هذا الشاب سريعا من كلامه ثم غادر المكان دون أن يلتفت إليهم 
أحست ريم بالقلق ايمكن أن يكون هو العريس ولم تعجبه فأخبر مسيو عادل بذلك وغادر المكان ؟ همهمت ريم لا يمكن أن يتزوج شاب بوسامته و ثراءه بهذه الطريقة
يا لها من إهانة ووضع محرج !!
مسيو عادل .... برزانة و هدوء ( أهلا وسهلا سيادة الوزير مدحت باشا أهلا وسهلا مدام رباب ) ثم اومأ برأسه لريم (مودموازيل)
ابتسمت رباب و ريم ابتسامه خفيفة للرجل فيما كان يتفحصهما بنظرات ثاقبة شعرا خلالها بكثير من الخجل حتى أن ريم بلا وعي تحسست ملابسها خوفا من أن يكون هناك شيء أفسد شكلها 
مسيو عادل .... بهدوء ( نسيت اعرفكم بنفسي انا عادل كاظم تركي تاجر مجوهرات أو تقدروا تقولوا ملك المجوهرات )
ثم أخرج علبة صغيرة فتحها ليظهر منها خاتم غاية في الروعة امسكه بيد ومد الأخرى ليمسك يد ريم التي نظرت له و لوالدها دون أن تمد يدها
الدكتور مدحت ....( مدي ايدك يا بنت خلي عريسك يلبسك الخاتم ) ثم يضحك ويكمل كلامه (تاعب نفسك اوي مسيو عادل كان كفاية الطقم بتاع امبارح)
ريم .... تلتفت بحنق لوالدها ( مش ممكن عمرك ما هتتغير)
ثم تقوم مسرعة لتجري و تغادر الفندق 
أسرعت تجري في الشارع لا تعلم إلى اين تذهب لكن قررت أن لا تعود بيت والدها فقررت أن تذهب تجاه النيل لتنهي حياتها 
كانت ترى الدنيا بمثل سواد الليل لكن بلا نجوم أسرعت تعبر الطريق كادت سيارة تصدمها إلا أن قائدها كان من المهارة ليتوقف في الوقت المناسب ويصرخ بصرامة  فيها اركبي بسرعة 
بلا وعي تركب ريم السيارة ليذهب بها قائدها بعيدا عن العيون وقبل أن يلحظ أحد من هو ولا رقم السيارة فيما خرج دكتور مدحت ورباب يبحثان عن ريم لكن لا أثر لها فيما بقي مسيو عادل في الفندق يشرب قهوته كأن شيئاً لم يكن واضعا الخاتم أمامه على المنضدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق