ملءُ فمِ الصَّباحِ
عاد الحَنينُ إليكِ
يطرُقُ مُهجتي
مذ أورقت في شٌرفتي
أغصانُ
هذي طُيورُ العشقِ
عادت ترتوي
من دمعةٍ
شَرِقَت بها الأجفانُ
عانقتُها
وتنفَّسَت من أضلُعي
وضممتُها
فتكلَّم الخفقانً
كل الفُصولِ
تجسَّدت بلقائِها
حتى غدت
وكأنَّها الأزمانُ
وتضوَّعت أنفاسُها
فشَممتُها
لكأنَّها في عِطرِها
بستانُ
تركت خيوطاً
من عبيرِ نسائمٍ
فتمايل الدحنونُ والرَّيحانُ
وتبادلَت قُبَلُ الصَّباحِ
حمائمٌ
في قلبها
تحتَ الجناحِ حنانُ
ضاقت بها الدُّنيا
تجوبُ رِحابَها
وتناوبَ التَّحليقُ والطَيَرانُ
تهفو إلى غصنٍ
يَميدُ بعشقِهِ
تزهو بهِ الأزهارُ والأفنانُ
إنِّي عرِفتُ ملامِحي
من وجهِها
وعرفتُ أنَّ لقلبها عينانُ
ووجدتُ عُنواني
يطرِّزُ صدرها
وعلى الجبينِ
تزغردُ الأوطانُ
والصبح يشرقُ باسماً
في ثغرها
ليكادُ ينْطِقُ في فمي
الفنجانُ
ويقول:
ما أحلى الصَّباح.بوجهها
يحكي
وليس له فمٌ ولِسانُ
للعشقِ أشرعةٌ
تجوبُ بِحارَهُ
تلقي بها الخِلجانُ
والشٌطآنُ
والرِّيحُ تدفعٌها
جناح فراشةٍ
حطَّت
تحيطُ بخصرِها الألوانُ
وتعود
ملءُ فمِ الصَّباحِ
بشاشةً
وعلى يديها
الخوخ والرُّمانُ
فيصل جرادات
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق