الخميس، 13 يونيو 2019

خاطرة قرانية (انلزمكموها) /تقديم الاديب/د. احمد محمد شديفات

بسم الله الرحمن الرحيم
خاطرة قرآنية
{{...أَنُلْزِمُكُمُوها...}}
كلمة واحدة حيرت الكثيرين من علماء اللغة والبيان والفصاحة والبلاغة في مضمونها وعدد حروفها، وردت هذه الجزئية في قوله تعالى :-
{{قَالَ : يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي.....هذه رسالة بينة واضحة لا لبس فيها بما حوت من آيات. 
وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ...رسالة في طياتها الرحمة {وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ } 
فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا...........عميت من التعامي والتجاهل للشيء الواضح المشرق الساطع وهو نور الإسلام وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ.. ما كان لله أن يلزمهم على الرسالة التي أنكرتها عقولهم وعميت عنها أبصارهم وبصائرهم 
وهي كلمة حار في إيجاد مُرادفاتها كبار مُترجمي اللغة حول العالم أثناء ترجمة وشرح المُصحف الشريف إلى لغات أخرى وهذا منتهي الإعجاز القرآني والإيجاز، فهذه الكلمة يقابلها في اللغة الإنجليزية سبع كلمات حتى تؤدي Shall we compel you to accept it "المعنى 
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:-
( مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ ،،،،،،
وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا،،،،،،،،،،،،،،،،،
لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ،،،،،،،،،،،
وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ )إذن كل حرف له معنى وأجر على تلاوته.
فزيادة عدد أحرف الكلمة دلالة على أهميتها وجلب الانتباه اليها بناء على قاعدة زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى،،،،،،،،،
تحليل كلمة أَنُلْزِمُكُمُوهَا من سورة هود آية 28
كلمة :- {أَنُلْزِمُكُمُوهَا}
{أَ}حرف استفهام
{نُلْزِمُ}فعل
{كُمُو} ضمير
{هَا}ضمير
جذر الكلمة{لزم} والأصل{أَلْزَمَ} فهذه الكلمة دليل على احترام العقل البشري والتفكير الإنساني واليك الدليل.....
فكلمة أَنُلْزِمُكُمُوهَا لم تترك مجالا أو عذرا لأحد أين كان أن يقول أنني مجبرعلى الأيمان بالرسالات السماوية جبرا وقسرا فطالما تميز الإنسان بالعقل والبيان والاختيار وبهذا يكون الدين حجة على المنكرين من الكافرين،،، فكلمة أنلزمكموها فيها استفهام وقد وظف القرآن هذا الاستفهام لإثارة الانتباه وتوجيه العقول إلى الحقائق ولا يقصد المعنى الحرفي للاستفهام فجاء الاستفهام هنا ليقرر حقيقة وينكر على الكافرين مدعاهم ، وهذا يعد أسلوبا خاصا بالقرآن الكريم وإنكارا ونفيا بذات الوقت...............
فالهداية إلى الخير التي جئتكم بها كنبي مرسل قد عميت عليكم بفعلكم مع وضوحها وجلائها، فهل أستطيع أنا أن أجبركم إجبارا على إتباع الرسالة المنزلة من الله وعلى التصديق بنبوتي...طبعا لا الأيمان قناعة.
وهل تلغي الرسالة عمل عقولكم واختياركم وتآمركم قسرا على الإيمان بالله، فهذا كله خلاف المعقول والواقع، ، فكيف تكون حالكم وأنكم مكرهون على الإيمان ونافرون منه ومجبرون عليه بالذات الوقت هذا خلاف الحقيقة. 
فكلمة أَنُلْزِمُكُمُوها تصور جو الإكراه الذي يحسبونه ويدعونه ويرهبونه:أي أنكرهكم على ما تحققناه منكم لا لن يصدر هذا من القرآن لكن القرآن جاء وفق مراد الله وفطرة المخلوق في قبل الدين الحق ،
فقد تحقق لنا أنكم قد شككتم أنتم فيه؟ فجاءت هذه الكلمة تصويرا واقعيا تعالج صراعا نفسيا محتدما بين جنبي المعرضين عن الإيمان فقال الرحمن (رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ}2الحجر 
فالذي يمنعهم أن يلزموا أنفسهم بالإيمان حب الدنيا والكبر(إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ...}56غافر
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق