الأحد، 30 يونيو 2019

خلفك /بقلم الشاعر المبدع /المصطفى نجي وردي

خلفك..

خلف عينيك يا صديقي
ووراء ظهرك يا محمد
ترقد قصيدة
ظللتها السنون الطوال..
دلني من فضلك..
كيف اخترق الصمت
       وجه البسيطة...
كل هذي السنين..!
أيها الفجر المنبعث من ضبابي
دلني من أنت..؟!
أيها النجم القابع في..
أوصف لي جمال عينيك..
من فضلك..
لأصف لك أنواع البشر..
كيف أقيس الحسن في لحظيك..
في الصمت..في البوح..!!
في اللقيا المهرولة العزلى..
في مكوكية الزمن العابر..
وفي البعد القاتل للإحساس..
من فضلك..
ذكرني بوصلات كانت تمر
     هاهنا..دون انتباه..
دون توقف عند المحطات
وهي تحمل الهجر للتو..
دلني يا صديقي..
آتي إليك حبوا
ألملم شظايا الحلم..وما تبقى..
رماد الأيام الخوالي
وما تبقى من حنين..
أجمع بين كبوة الماضي..
وعبق النسيم..
أسترد به الزمن الجميل..
             هاهنا..
أصفف اللحن والنغم
وأغنيك قصيدة عشق..
بها مطلع حب..وقافية اعتراف..
بأنك حبيبي.. ورفيقي
وفي الطيبوبة غريمي...
فدعني يا صديقي...
أهديك عقد قصيدة
وأمزق ما كتب في الهوى
وأطوح بدساتير العشق...
لأجلك ..وأقول:
أحبك..في الله
فهات يديك.. يا محمد
نصوب قوسا من عشق
ونحبس عين الشمس...
علها تعيرنا سنا..
وتنسج خيوطا من قز..  
وتنسيتا وخزات الرفاق
رفاق الشقاق والتفاق..
ونغزل طاقية الصمت المميت
نستظل بها عند الغيوم..
والضباب والغدر...
إني أسير إليك..
وأنت تبرم صفحة الأيام..
تطويها طي كتاب مرقوم
ألقا..ولمعانا..وعطاء...
بيني وبينك يامحمد..عهد قديم
نجدده اليوم..وندك السنين
               والأنين...
لم تف الأعوام...كل هذي الأعوام
                     بوعدها...
بقي.. وبقيت مساحات.. 
                  من بياض..
ومن نقط الحذف..
تعبر الزمكان..تتجاوزه..
تمزق...وتخيط..
وأنت..أنت..يا صدر الأشواق..
كمنت فيك أوصاف
وتربعت عناوين..
ولم يدرها آخرون... 
وحبك- ودونك لم يعيك جيدا...-
سكن في الأعماق واستوطن
وانتشر ريحه...
شاخت كل الكلمات أمامك 
              يا صديقي..
وذابت كل المرادفات
ولم أبلغك إلا النزر القليل..
وبالفيض العابر
            لا الدفين....
فوحدك تسكن قلعتي
وتبحر بلا شراع ولا مجذاف..
ودمت كما عهدناك في الشدة
                      والرخاء...
بقلم المصطفى نجي وردي  19\62019
  هدية متواضعة لمحمد التكناوتي في حفل تكريمه وإحالته على التقاعد المنعقد بمدرسة احمد مكوار 29\6\2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق