في غيهب الجب
في غيهب الجب إني أنشد الغزلا
للقلب بات عن الولهان معتزلا
يا جم حبي له ! إني تركت سعا
د ثم ليلى وقلبي عنهما اعتزلا
وقالتا : لك كل الويل يا رجل !
والله يرزقنا - يا ويلتى - بدلا
قد أُوقِدت بيننا نار المخاصمة
ولم تزل لهبا في القلب مشتعلا
يا نبض عاشقتي فارفق بخافقتي
لا حلو دونك في الدنيا ولا عسلا
قلبي المتيّم يرجو أن يراك على
عهد المودة تصفي وده كملا
إني اتخذت فراشي صاحبا فعسى
أن تُقدَر اللقيا في غفوتي قبلا
إن الحياة أذى ما غبت عن نظري
والعيش لم يرتبل والدهر ما اعتدلا
يا نبض عاشقتي لا تنفصل أبدا
عني ، أليس لنا جنس الفؤاد ؟ بلى !
قلبان بالحب صارا واحدا فردا
هيهات أن يحلوا عيشا إذا انفصلا
يا زينتي غادتي فلتبصري خلدي
قد طال حزن به حتى اكتوى خجلا
الاِبتسامة في رؤياك قد رُسِمتْ
مذ ما اعتزلت اقترابي القلب عنه سلا
هل تنظرين إلى خديّ بلّهما
دمع الصبابة من ذكراك دون بلا ؟
بدر المودة في الأفلاك مرتفع
نورا فلا تحسبيه أنه أفلا
إني أعوم - وما أدري سباحته -
في بحر عشقك لكن لم أخف زللا
كيف الحياة بلا رؤياك يا أسفي
إن الغياب عن الأحباب شر بلا
أغفو وتأتينني في النوم باسمة
أصحو وطيفك في عينيّ لم يزلا
إني كتبت على الصخر الأصم حرو
ف العشق بالدم حتى صادف الغزلا
لا تشتري الحبَّ أموال ولا ذهب
فالحب معجزة ، كلُّ به اشتغلا
لو يُوزَن الحب بالمكيال أكمله
حتى تريه تمام الكيل مكتملا
روحي وروحك من وبل الهوى ارتوتا
كلتاهما أدنتا عهد النوى لبِلا
كلتاهما رامتا إمعان حبهما
في جعله سرمدي الكون لم تزلا
ولا أقول بأن الدهر أغرمني
حبا ، ولكنني أولى به أزلا
إن ابتعدت افتراقا عن أماكننا
أو عن مجاري دمائي لا أرى مثلا
ما أحسن الحب ! لو لله منشؤه
فالحب من دون رب العالمين بلا
الحب عيش وكان العيش فيه معا
والناس يعلمه فضلا سوى الجهلا
الحب غايته لله دون مرى
إني أحبك للرحمان لا لولا
بقلمي
أبوبكر أكوريدي
شاعر الروضة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق