خيانة موصوفة
دخان غليونه الرفيع يرسم في فضاء مكتبه الفاخر خرائط الحيرة المبهمة وعيناه ترقبان تموجاته في صمت عميق ...ينظر الى ساعته في قلق وكأنه يحث عقاربها على الاسراع ...تتغير ملامح وجهه الجميل عبس تضاحك قام جلس مشى وقف أطل من النافذة وسرح بخياله مع الباعة الذي يهتفون بأسماء بضاعتهم ويمجدونها وشد بصره في اخر الشارع حبيبان يتبادلان الهوى انزعج كثيرا وأغلق النافذة في غضب وهم بالخروج فرارا من جحيم الانتظار وهو يقول هذه المرة الثالثة التي تعدني فيها ولا تفي وفي كل مرة عذرا ...
نزل الى الشارع ليستعيد بقايا كبرياء تناثرت كأوراق الخريف ....سار طويلا قبل أن يستوقفه مشهدا رومانسيا ...اه انهما الحبيبان ذاتهما راح يرقبهما عن كثب ويسرق همساتهما ليتسلى ويذهب شبح الحزن مرت دقائق.قبل أن تنتهي فصول الحكاية ...ودع الحبيبان بعضهما وافترقا عن شوق ...التفتت الفتاة بعد أن ودعت حبيبها فالتقت العينان تسمر صاحبنا في مكانه وقال بصوت متقطع :أأأنت مستحيل ...ثم أغمي عليه من فرط الصدمة ولكن الفتاة تابعت طريقها في هدوء ....مسكين نسي أن القلب متقلب لا يثبت على هوى ....
ومات صاحبنا حين عجز عن التكيف مع موضة الوفاء في زمن الغدر ....
فتحي صالح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق