الشبح الحلقه الاولى
بقلم عبير مدين
لا حديث لأهل القرية إلا عن سعدية وما أصابها من جنون فمنذ أكثر من شهرين جاءت من بيت مخدومها رجل الأعمال مراد عزت لزيارة أهلها ثم عبثا حاولت الاتصال به أو بابنته سها لكن دون جدوى فلا أحد منهم يرد عليها وعندما عادت للفيلا وجدتها مغلقة ولا احد من الجيران يعلم ماذا حدث
ثم فجأة و بدون مقدمات جمعت سعدية اغراضها في حقيبة وانطلقت لبيت صغير مهجور وسط الزراعات كان مراد قد اشتراه من فترة ضمن قطعة أرض تخدم مصنع للأعلاف كان قد ورثه عن والده
كان البيت صغير المساحة يتكون من ثلاثة طوابق يبدو من بعيد كقاعة وسط الزراعات
تأتي سعدية من وقت لآخر لشراء الخضر والفاكهة واللحوم والمعلبات ولا تتكلم مع أحد ولا أحد يعلم من أين تأتي بالمال لزوم شراء هذه الأشياء وكل ما تريد مكتوب في ورقة فلا تتفوه مع أحد بكلمة
ولقد رآها أحدهم مرة تقف على سطح هذا البيت وبجوارها شبح يتطاير شعره الطويل
كانت سعيدة خمرية قصيرة ممتلأة سيدة طيبة تربت طيلة عمرها ببيت عائلة مراد منذ كانت طفلة ثم تزوجت ولم تنجب فطلقها زوجها لتعود مرة أخرى إلى بيت مراد كان لطيبة قلبها قريبة من قلب زوجة مراد رحمها الله تولت بعد موتها مسؤولية المنزل وتربيتة سها ابنة مراد الوحيدة
تزوجت سها من ضابط شرطة منذ أكثر من شهرين قبل اختفاء الجميع
كالعاده دخلت سعدية محل الحاج عبد الرحمن لشراء بعض المستلزمات وكالعادة يرتسم الذهول على وجه مرة لحالة الصمت التي تدخل بها و ترحل ومرة لأن عهد اهل القرية بسعدية لا تعرف القراءة والكتابة فيجزم الجميع أن ذلك الشبح من يقوم بكتابة قائمة المشتريات
يتناول الحاج عبد الرحمن الورقة من يد سعدية وهو يتمتم ببعض آيات القرآن خشية أن يصيبه ما أصاب سعدية
بعد أن ينتهي من تعبئة المشتريات يقول لها الحساب خمسمائة ستة وأربعين جنيه تخرج سعدية مبلغ من حقيبة صغيرة تحملها تعد منها ستمائة جنيه تناولهم للحاج عبد الرحمن الذي يعطيها بدوره باقي الحساب لتضعه داخل حقيبتها وتحمل حقيبة المشتريات لتستدير مغادرة المكان
الحاج عبد الرحمن.... بود و قلق ( سعدية ياختي بردو مش عايزة تتكلمي وتقولي مالك انا اخوكي امك الله يرحمها مرضعانا سوا أقربلك من اخواتك الشقايق طول عمرك بتحكيلي همك ايه جرى ياختي )
تخفض سعدية رأسها وتستدير بحزن لتنصرف دون أن ترد غير أن عينها تحمل من الهم تلال لكن لا سبيل للكلام
عادت سعدية للبيت وأغلقت الباب باكثر من مزلاج ثم اتجهت للطابق الأخير تدخل وتتنهد أنها وصلت دون أن يستجوبها الناس مثل كل مرة وكأنهم سلموا بالأمر الواقع
تستدير سعدية فزعة على صوت يهمس ( رجعتي ؟!)
إلى اللقاء في حلقة جديدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق