أمسيات من خزانة الماضي
• """""""""""""""""""""""""""""""""""
كانت ليال صيفية هادئة يشع فيها ضوء القمر على وجوه بريئة وحلوم صغيرة ،لا يتخطى تفكيرها جلسة لعب ومرح في زاوية الشارع .. وتحت عمود إنارة بدا ضوؤه خافتا باهتا كأنه يشفق على تلك الأجسام الغضة في جمعها....بالكاد تناول كل منهم عشاءه مسرعا ومنهم من جلب في يده ( كسرة ) وبندورة او جزرة يقضم قوته تباعا....
اجتمعوا وكانوا ثلة تغمر قلوبهم سعادة وحبور...وتميز حركاتهم همة ونشاط ، وأمل كل منهم أن ينال قسطا من ذاك الجو قبل المضجع ...فراح هذا يقترح مطاردة وذاك يجهز لعبة ذكاء وثالث يرغب في الغناء .. وانزوى أحدهم بعيدا يتمتم بأناشيد وألحان متداخلة حتى غلبه النعاس ...بينما كان أفصحهم يروي قصصا سمعها متقمصا شخصية جده والكل منبسط ...تسمع ضحكاتهم العفوية في مستهل الليل ...
وقد خلت الأزقة من المارة تقريبا ونادرا ما تمر سيارة ،تقطع وصلة لهوهم ذاك...يغوص احدهم في فكرة ما لبرهة ثم يعود لجو الجماعة في ألعابها..وبين الفينة والأخرى تنشب مناوشة يخمدها راشد من نافذته ( سكوت) ...فيعود الجو إلى سابق عهده كأن لم يحدث شيئا مطلقا..
كان هذا ديدنهم وعادتهم في كل أمسية ...بعد صبيحة نشطة يداعبون فيها معشوقتهم ( كرة القدم )...
ولا يعودون إلى ديارهم إلا وقد أسدل النعاس جفونهم عنوة وقد نادى والد أو أخ إلى المخدع ...فيتفق الجمع على البكرة لحجز الملعب فثمة ند من الحي المقابل والكرة مضمونة المبيت عند أحدهم ...وبعدها يغطون في نوم عميق خال من الهموم والأشجان إلى إشراقة غد أفضل.../ مقدير إبراهيم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق