الراعي الأمين
إن العُقاب إذا ما غاب قد كَسُلا ... أضحى لنسرٍ جَسورٍ صيدُه سَهُلا
مثل البعير الذي يغدو إلى كلأٍ ... لكنه في المراعي نام قد غفلا
جاع البيات وإن لم يسعَ في طلبٍ ... يجتاحه الثعلب المكّار مختَبِلا
إن العليم بما مِن حوله ظهرا ... يرجو النجاة بدفع الشرِّ مشتعلا
فاسعَ الكمال جميعاً تمتطِ السحبا ... ترقى إلى سدة الأمجاد منتهلا
واسلكْ بدنيا بحقٍ خالصٍ أبداً ... تحظَ الأمان بها والصعبَ قد سهُلا
وارقب عدوّاً إذا ما لاح مفرقه ... تنجُ الخسار بما يأتيه مفتَعلا
واستبعدِ الشرَّ مهما كان منْزِعه ... إن الشرور بنا قد أفنتِ الأملا
أحسن وِداداً تلاقي النضرَ قد برقا ... إن الودادَ ثناءٌ في الذي نبُلا
وانظر ترَ الحبَّ ديناً يُرتجى أبداً ... قد كان فرحاً مديد الخير متصلا
واذكر إذا شئت ما في غابرٍ ندرا ... حبٌ ثناءٌ به للكل قد بذلا
كان القرينَ كمالاً في محاسنه ... كان السداد بحق الناس قد عدلا
كان الوفاءَ عهوداً صاغها سلَماًً... كان السلام الذي ينفي به الزللا
كن للنقاء أخاً عزّتْ مسالكه ... كن في الأداء ندى يستأصل العللا
كن في الكرام رضى تسري به نسماً ... كن في السماح رِقى تستبعد الكللا
كن في البلاء رحى طحناً مفاسدَه ... كن في الضلال كمن ينهى الشقا سبُلا
واستعذب الماء ما في عينه كدرٌ ... قد صفيتْ جبلاً قد مازت القَللا
واستنهض القوم دفعاً للذي اقترفا ... ضُراً وحقداً أتى يبغي بنا الهَبَلا
واستعلنِ الحرب تصحيحاً لمن فسدا ... واضرب رقاباً بسيفٍ واعدلِ البدلا
ذكِّر بما يقتضي إصلاح من حيَدا ... ديناً قويماً به الإيمان قد نجلا
وادع البعيد إلى توحيد خالقه ... واتبع كمال رسول الله مشتَمَلا
وافتح سبيل رسول الله من عرَضٍ ... إن سدَّ يوماً فكن داعي الهدى جللا
قد يقتضيك إذا ما عرّ شرُّهمُ ... أن تنصرَ الحقَّ حيث السيفُ قد نُضِلا
هذا بيانٌ لمن كانت معارجه ... فرقانَ ربٍّ أتى الإنسانَََ مكتمِلا
بالرفق مسلكه بالحقِّ مرتعه ... بالصدق موعده والخيرَ قد حمَلا
20/02/2018
محمد عزت الخالدي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق