سطورٌ مشرذمة
عندما يتسربلُ الكون بألوانٍ
لا لونَ لها،
وترسلُ الشمسُ أشعةً
ليس لها شكل الضوء.
عندما يعجزُ اليراع،
وتصْمِتُ الألسنة،
وتضيعُ اللغات،
ويُلفُ العالمَ غموضٌ قاتم.
عندما ينصهرُ الوجود
بحلّ أحجية،
كان هناك ثَمة شيء
لا يتغير
ولا يعلوه غبارُ الزمن.
عندما يغدو البشرُ كالفراشِ المنهك
الباحثِ عن زهرةٍ
في أرضِ اليباب،
عندما تغدو خفقةُ النورِ
كبريقِ فكِ شيطان
يقود إلى ظلمةٍ تتعهدها الأشباح،
كان هناكَ ثمة زهرة مفعمة بالحياة
مخضوضبةِ الثنايا،
تتقلبُ تحت الشمس.
عندما يمرُّ الزمان
كشريطٍ مهترئ
لا يقولُ شيئا عن أي شئ.
عندما تُدّقُ أجراس الجنائز،
ويمضي الجميعُ
إلا تابوتٌ واحدٌ
لم يعبر مملكةَ الموت
ولا ممالك الفرح،
عندما يغدو العالم أبكماً أخرسا ،
كانَّ هناك ثمةَ حقيقة ثابتة
تقول الكثير وتعني الكثير.
عندما تَتفقُ الجراح
وتَوُلدُ المأساةُ من رحمَ القَدَرْ،
عندما تُصَمُ الآذان،
عن آهاتٍ وأناتِ البشرْ.
عندما تغدو النفس ،
كقيثارةٍ بلا وتر،
كانت هناك ثمة بسمة
طردتْ دمعة.
عندما يتحولُ القلبُ إلى معبد
هجرَهُ النُسّاك.
عندما يُختزلُ العمرُ
إلى ذراتِ رماد،
عندما يعلو صياحُ الثكالى
عندما يبكي الطفلُ من أجلِ لقمة.
عندما ناحَ الفراتُ على الرفات
وعندما انهمرتْ دموعُ دجلة.
عندها جاء مخاضُ الغيومِ على
شكلِ قطرة،
فجادت السماء
فروتْ نخلة
وأنبتت زهرة.
#بقلمي
#إيمان_مرشد_حماد
21/9/2018.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق