لأني وطن
قالوا لي : ما لحرفك ينزف ..
..قلت
..لست وحدي ..
مرايا السماء تصدت بالدماء..
يخنقها ضباب الدموع ..
أصبحت أشرب قهوة الصباح ..
كالآية ..أتلوها بتعويذة الإله ..وبسملة..
لأني أشربها بجرح الوطن ..
بكل شجن ..
بذبح ورد الصباح ..
...
بخنجر العبير ..
في مدينتي ..
ضباب يقتات ..
على موائد المطر ..
تعبث به شمس الحرية ..
إلى الغروب ..
جريمة على وقع الصقيع ..
في زاوية مقهى ..
يغتال الصباح البائس ..
من وهدته ..
على جثته ..تدار الكؤس ..
خنجر غدر مغروس في ظهره ..
والكرامة تجردت عريانة ..
والفضيلة في زي قشيب ..
زاهي كألوان الربيع ..
كعذراء في حلمها الأخير ..
يتربص بها خنجر مكلوب ..
والحرف مطعون ..
مغتال ..
يكتمون صوته ..
يمنعونه حتى من النحيب ..
لأنه إن تكلم ..قال:أنا البريئ ..
وأشار إلى الغادر ..
ولو بهمس مع السماء ..
في جنح الظلام ..
بالكاد أشرب قهوة الصباح ..
بالكاد أبتلع الحياة ..
أشعر برغبة ..
في صمت رهيب ..
لا أحد يسمع الصراخ ..
قد كان حلما ..
جريمة الصباح ..
قد كان حلما ..
نزيف الحرف ..
قد كان حلما ..
أفراحنا ..
قد كان حلما حريتنا ...إعتاقنا
إطلاق سراحنا....
سأغير أقوالي ..
ولكنك ستكتب ما لم أقل ..
لن أخرس ..
ستطاردك لعنة الحرف ..
لعنة النار إلى الأبد ..
ملحمة لو نطق الرضيع ..
لقال : أتركوني في مدينة أمي ..
أو اصنعو لي مدينة أمومة ..
لتشدو الشمس بلحن الربيع ..
عبد الكريم اليوسفي.أنا متعب ...لأني وطن ، لأني وطن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق