لقاء
خليلي ضاعَ من دربي الهناءُ
وغادرَ من سماواتي الصفاءُ
فقلبُ المرءِ كم يرضيهِ حبٌ
كما الفولاذُ يحميه الطِّلاءُ
يشوبُ صباحَنا كدرٌ ولومٌ
ويغشانا بلوعتهِ المساءُ
يعيبُ الناسُ لوعاتي وحزني
ودينُ القلبِ بالعشقِ اقتداءُ
إذا المحبوبُ فارقني تراني
وكلُ الخلقِ في نظري سواءُ
فما أشقاكَ يا قلبَ المُعَنَّى !
يؤاخي الصَبَّ في البينِ البلاءُ
إذا أضنى فؤادي بعدُ خِلِّي
يُعَزِّيني مع الصبرِ الرجاءُ
فمهما نالت الأسفار منَّا
يزيدُ الحبُّ لو عَزَّ اللقاءُ
حبيبي إنْ يلاقيني بشوقٍ
وأَمَّ الطيرَ للعُشِّ الولاءُ
يلاقيني ودمعُ العينِ يجري
من الأحداقِ فَجَّرهُ الشَّقاءُ
يلاطِفُ دمعُهُ خدي ودمعي
ونعم الغيثُ إن بكت السَّماءُ
تَخللْ يا حبيبي في خلالي
يُغَسِّلُ وحشَتي منك البكاءُ
فكم ناديتُ قلبكَ في سهادي
وكم قاسى بوحدتهِ النِّداءُ
وكم لبيتُ طيفكَ يا حبيبي
بجُنحِ الليلِ أيقظني الدعاء
وكم ناجيتُهُ حتَّى كأنِّي
مناجاتي للوعاتي دواءُ
وكم أبكاك يا قلبي خريفٌ
ونالت حظَّها منك الشِّتاءُ
فلا والله ما واراك بعدٌ
فأنت لكلِ آلامي شفاءُ
عوض الزمزمي
شاعر الجنوب مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق