الخميس، 17 أكتوبر 2019

الأحدب والحسناء/كلمات الشاعر /محمد الفضيل جقاوة

الأحدب و الحسناء

.

( نص مستوحى من رائعة فكتور هوجو أحدب نوتردام )

.

هل قرأت قصّة الأحدب و الحسناء ..

و العشق الغريب ..

هي كانت قمرا يبهر نوتردام

حسنا و بهاءْ

و نقاء و دلالا و صفاءْ

هي كانت كعبة العشّاق ..

يصبو في حماها كلّ ذي حسّ

و يعطيها الولاءْ

مقلتاها همتا بالشعر ..

بالأنغام ..

بالفن سلالا من ورود

عانق الجوريَّ فيها الكستناء

ألهبتْ حتى قلوب الصخر

في حارتها السّكرى

فهام الصّخر ..

أشجى الليلَ بوحا و غناء

و بكى القيثار في الحفل

فأبكى أعينا يومض فيها العشق

يختال انتقاء ..

لنوتردام ليال ساهرات

يهجع الأموات فيها ..

و يظلّ العشق يقظان يهزّ الأسوياءْ

يرقص الناس انتشاءْ

يشربون الخمر يا عمري عزاء

لقلوب مضّها الحزن و أبلاها الجفاء

كلّهم تقتله الحسناء عشقا

و هي تختال و تلوي كبرياءْ

كلهم يهفو الى تقبيل شسع

مسّه منها بنان ..

كلهم يهفو إلى الفوز بتقبيل الحذاءْ  ..

كلهم يُرْخِسُ في بسمتها العمر

و لا يغلى متى ترضى الدّماء

هي كانت تقرأ الأشواق

تدري ما أختفى في أنفس العشّاق

تجليه جلاءْ ..

هي تدري أنها فينوس عادت ..

توقظ الحبّ ..

و تحييه بأرض

أجدبت فيها قلوب التّعساء

و هْي في تلك  الحشود الهائمات

لم تكن تبصر إلاّ رجلا أحدب موصول الشّقاء

واجما .. أخرسَ ..

خانته حروف ناقصات في الهجاء

عور  أضناه ..

أحنى ظهره الدّهر ..

و أشقته سياط من عناء

نظرة منها أزاحت أضلع الصّدر

رأت ما يكتم القلب من العشق ..

من  العفّة و الصّق ..

و نبل الاشتهاء ..

و اختفت عن عالم الناس ..

اختفى الأحدب في صمت ..

فأبكى الكلّ

أبكى الأمرُ غيمات السماء

بعد قرن و بأعلى قمة ..

يحني لها الهام الفضاء

وجد الناس رفات ..

لحبيبين استقاما في عناق أبدي

وجدوا عطرا و شالا ..

وجدوا قصة شعر ربطت طرسا

به بيت من الشعر يقول :

أنا قــــــــد أسلمت قلبــــي لدميم

هو في نبل الهوى أحلى الرجال

.

بقلم محمد الفضيل جقاوة

13/02/2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق