الأحدب و الحسناء
.
( نص مستوحى من رائعة فكتور هوجو أحدب نوتردام )
.
هل قرأت قصّة الأحدب و الحسناء ..
و العشق الغريب ..
هي كانت قمرا يبهر نوتردام
حسنا و بهاءْ
و نقاء و دلالا و صفاءْ
هي كانت كعبة العشّاق ..
يصبو في حماها كلّ ذي حسّ
و يعطيها الولاءْ
مقلتاها همتا بالشعر ..
بالأنغام ..
بالفن سلالا من ورود
عانق الجوريَّ فيها الكستناء
ألهبتْ حتى قلوب الصخر
في حارتها السّكرى
فهام الصّخر ..
أشجى الليلَ بوحا و غناء
و بكى القيثار في الحفل
فأبكى أعينا يومض فيها العشق
يختال انتقاء ..
لنوتردام ليال ساهرات
يهجع الأموات فيها ..
و يظلّ العشق يقظان يهزّ الأسوياءْ
يرقص الناس انتشاءْ
يشربون الخمر يا عمري عزاء
لقلوب مضّها الحزن و أبلاها الجفاء
كلّهم تقتله الحسناء عشقا
و هي تختال و تلوي كبرياءْ
كلهم يهفو الى تقبيل شسع
مسّه منها بنان ..
كلهم يهفو إلى الفوز بتقبيل الحذاءْ ..
كلهم يُرْخِسُ في بسمتها العمر
و لا يغلى متى ترضى الدّماء
هي كانت تقرأ الأشواق
تدري ما أختفى في أنفس العشّاق
تجليه جلاءْ ..
هي تدري أنها فينوس عادت ..
توقظ الحبّ ..
و تحييه بأرض
أجدبت فيها قلوب التّعساء
و هْي في تلك الحشود الهائمات
لم تكن تبصر إلاّ رجلا أحدب موصول الشّقاء
واجما .. أخرسَ ..
خانته حروف ناقصات في الهجاء
عور أضناه ..
أحنى ظهره الدّهر ..
و أشقته سياط من عناء
نظرة منها أزاحت أضلع الصّدر
رأت ما يكتم القلب من العشق ..
من العفّة و الصّق ..
و نبل الاشتهاء ..
و اختفت عن عالم الناس ..
اختفى الأحدب في صمت ..
فأبكى الكلّ
أبكى الأمرُ غيمات السماء
بعد قرن و بأعلى قمة ..
يحني لها الهام الفضاء
وجد الناس رفات ..
لحبيبين استقاما في عناق أبدي
وجدوا عطرا و شالا ..
وجدوا قصة شعر ربطت طرسا
به بيت من الشعر يقول :
أنا قــــــــد أسلمت قلبــــي لدميم
هو في نبل الهوى أحلى الرجال
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
13/02/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق