حين يتسلّل القمر إلى عالمنا
تنسم ذكرياتنا الجميلة
من ربوع الأمس
ينهض الفكر من رقاده
تروي الأبجدية حدائقه
يرسل مقعد اللقاء أزهاره
لابتساماتنا القديمة
التي تستخرج كلماتنا المضادة للفناء من بحيرة الذاكرة
هناك في ردهات الوطن متسع
لهمساتنا
زرعناها في تربة الأجداد
ومضينا
تهنا في ضباب غربة
لا تأبه لما يلمع
بريقه في أعيننا
لكننا أصدقاء الصباح
وحده يعرفنا
لقد شهد على أول لقاء لنا
تناولنا زادنا معه
داعبنا نسيمه المعطر بشذا "الزعتر البري" ورائحة "الطيون"والياسمين
لكن مساء الغربة يجهلنا
ليله مختلف عن أمسياتنا
فلم نعد كما كنّا
دارت بنا المنافي
همت عبراتنا
الدافئة على برد الظلام
أشفق علينا القمر
تسلل نوره ليغمرنا
انبعث الحنين بركان أشواق
أنعش بساتين الروح
اشتعلت ثورة الفصول تمرداً
أنهت زمن البؤس
أزالت الغربة من قاموس الغياب
توقف هبوب العواصف
ملأت موسيقى الضياء الملونة
سواد الليل
وأشرع المدى أجنحة التوق
لتحيط عناقنا
في موعد فريد.
هدى إبراهيم أمون
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق