الأحد، 27 أكتوبر 2019

باقات مبعثرة/كلمات الأديبة /سميرة شرف

باقات مبعثرة:
عند قدم الجدار الموسوم بعبارات الزمن، اتكأ يستجدي قوة ثانية، فالاولى أخذها منه مشوار الصباح، عندما راح يدفع عربته في اتجاه المجهول دون تشوير... ظل يتبع الزوجين الأجنبيين بين متاهات دروب منعرجة طالتها لمسات الافرنج وهم يبصمون على وجود مشروع. كانت حقائبهم معدة لمقام طويل، جملتها الألوان و متين الصنع، ربما كانت تحمل بعضا من ذكريات برد قارس وثلوج متراكمة تحجب عنهم لون الثراب.. بدا له بعد ظلمة زقاق ظريف شعاع محتشم من باب عتيق تدقه يد نحاسية ترجوه و تتوسل فك الحصار عن بديع عمران غابر..
دس الرفيق في يده المعرقة عشرين درهما، تمكن من تفصيلها بسرعة على احتياجات آنية: 
 خبز شعير و كأس شاي مع طالبي معاشهم في الموقف المعتاد حيث تسعى بنت إبراهيم إلى تلبية كل طلباتهم البسيطة ما ظهر منها وما خفي...
تذكر وهو في لحظة وجوم أنه مطالب أيضا بجمع الباقات المبعثرة بعد ثورة غضب السيدة قبل الأصيل حتى لا تدوسها عيون المنحدرين من زوايا التهميش و النسيان.
سميرة شرف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق