********سيرة رجل عادي/4/*******
الدار البيضاء التي حط فيها الشاب القروي رحاله ، ليست كما هي الآن.، فشتان بين بيضاء اليوم وبيضاء ثلاثينيات القرن الماضي ،.بل حتى سكان الأرياف والمداشر وصلتهم رياح المدينة وهم في قراهم ...تغيرت الأحوال كثيرا عما كانت عليه .
وصل مع الإشراقات الأولى لأشعة الشمس ، نزل من الحافلة ، وأخد يتأمل ما حوله وفي رأسه تتزاحم الأسئلة وتضعه أمام تحد كبير يتطلب الكثير من الشجاعة ،فالأمر ليس يسيرا كما كان يتوقع .
ملامح البداوة كانت بادية عليه ، كان يرتدي قميصا طويلا يغطي جسده الى ما تحت ركبتيه بقليل ، قميص اختلط بياضه باللون الأحمرلتربة الأرض التي غادرها ، صندل جلدي فقد لونه الأصلي تماما وأوشك على أن يصبح قطعا تنذر بالتلاشي في أي وقت ، رأس حليق لدرجة أصبح يعكس اشعة الشمس التي استوت في سماء البيضاء.لكن هذا المظهر كان يخفي تحته شاب يدفعه طموحه الى ركوب كل الصعاب لتحقيق حلمه و يغير هذا المظهر ويصبح مختلفا عن أقرانه هناك بين الجبال.
"يجب أن أبحث عن عمل ..."
هذا ما قاله في نفسه وهو يغادر المحطة..../يتبع/
********محمد بوعمران /مراكش*********
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق