عودة القمر
...
عندما يأتي الليل بسواده
مرتديآ وشاحه الأسود
والأضواء مختفية
وأنت وحيد
داخل الغرفة
سجين مقيد
والروح غائبة
حتى الشباك موصد
والعين مغمضة
غائبة عن المشهد
والمشهد في غاية الصعوبة
اتذكر الأمس السعيد
وكتابة قصيدة له
أنه القمر
الذي غادر
في رحلة سفر
لعدة ساعات
سيطرت على الوقت
وتركتني لقسوة الليل
الثقيل
أغلقت الأنوار
وضاق الصدر
ثم تراجعت
وأستحضرت
تفاصيل الأمس
وكل الهمس
اليوم هو في زيارة
ضرورية
لم أكن معه
ذهبت للدولاب
وفتحت كل الأبواب ( أضلاف )
وأتفحص ثيابه
وأشتم عطره
حتى وجدت قميص الأمس
أحتضنته بلهفة
وبدأت الهمس
أين صاحبك
اشتقت له
وأستلقي على ظهري
واضعآ قميصها على صدري
أتنفسها
وأتخيلها
إنتبهت
على رسالة من الهاتف
أنها حبيبتي
تكتب لي
أنها في الطريق
فشددت من ضمي لقميصها
وأتقلب به يمينآ ويسارآ
من شدة فرحي
هدأت
وأصبحت الغرفة جنة
بعد حساب عسير
وأنطلقت
أرتب البيت
وأحضر الطعام
صوتي يشاركني
أغاني حب وغرام
وشوق ولقاء
أصبحت على ما يرام
وكل الروح تنتظره
لن احكي له
عندما يسكن الصدر
ويرتاح في حضني
سيعرف كل الاسرار
من أنفاسي
ومدى تدافعها
وحرارة تيارها
مازلت أتجول
وأرتب حسب الأصول
وطلبت ورود هي تحبها
ووضعتها بجوار سريرها
وغيرت ألوان الغرفة
لتكون رومانسية
ووضعت شريط راقص
عليه نتراقص
لنكمل ليلة
يعود فيها القمر
ليسكن مداره
...
ك . نبيل العقاد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق