*** طنجيس في عمق الذاكرة ***
شاعرة بدون قلم
ملهمة البوح الشعري للشعراء
حكاية لشاعرية التأمل و المناظرة
هي طنجة عروس الشمال
عاصمة البوغاز
أنثى بألف شهقة
صنعتها صدفة القدر
ولدت بأسطورة من ألف رحم و حكاية
باتت تعيش بين الحقيقة و الخيال
هي نورس يهيم في فضاء البحر النائم
في صحن السماء الزجاجي
ساحل المحيط الأطلسي
نهبه هرقل
فأهداه لجسد هذه المدينة و روحها
حوّل ضحكات أهلها إلى قهقهات عالية
سمعها أهل تطوان ، أصيلا ، العرائش
و ما جاورهم ...
جعل منها بلورة تشرق بوميضها
صوب زاوية النور و الرؤى
أسطورة هي
بعثرها ابن بطوطة كشفا
هيمن الحكي على إيقاع الموج
على الاسبان ، و الإغريق ، و فرنسا ،
و المدافع البرتغالية و غيرها ...
باتت وشما على جبين الخرائط
مدينة بوعيها تفتح بوابات الأحلام
للعبور إلى الأمل الأخضر
ألوان المدينة ألهمت بزرقتها كل السياح
تحولت لفنار يهدي الزوار لغة الحوار و النسيان
تجعل الزائر يتيه بين أقواس البيوت العتيقة
و شرفاتها المزينة بالأرابيسك التاريخي
و أسوار الطوائف ، و أبراج المآذن و الكنائس
و المتاحف ، و قنصليات المستعمر
و الميناء المدثر بعطاس البحر
و صفارات السفن و البازارات
طنجيس لا تتضح معالمها
إلا في زحمة الضباب ، و اضطراب شهيق البحر
سهراتها لا تعرف الصباحات
الفيلسوف يعتبرها مرآة
الشاعر يعتبرها كشفا
العاشق يدرك حلاوة لهجتها بهاجس الحس
فيما المجنون يظنها التيه الدائم
طنجة تصنع لحظتها من نقطة ذاتها
أطباقها التقليدية تطبخ في طاجين
من فخار مزخرف بحروف أمازيغية
مقهى الحافة العتيقة
تعد شرفة قيلولة في بطن حوت المحيط
تطل على نقطة التقاء
البحر الأبيض المتوسط بالمحيط الأطلسي
كما تطل على مضيق جبل طارق
الحافة فضاء ساحر
هي ملتقى المشاهير ، و جنة الباحثين عن التأمل
و العاشقين و الحالمين
تتيح للشعراء و الأدباء شهوة الكتابة
الحافة هي المسار الذي ينتهي بكوب قهوة الهيل
و قدح الشاي الأخضر بنكهة النعناع ، و البيصر
مع صخب البحر
سحر طنجيس خيال دائم لكل العشاق
مدينة مؤسطرة من الخيال
مشحونة بطاقة تبدأ ولا تنتهي ...
✏ فاطمة لغباري / الرباط
المملكة المغربية
في .......... 2019/09/23
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق