البحرُ هدهدَ موجَه
طالبَه ألا يعتدي
و أن يُمرر فوقه
شعاعَ شمسٍ مهتدي
و ان يرسل خَيْطَه
على عيونٍ ترتجي
فاعلن و سط رجائه
قبضةً لم تنتهي
مباغةً سُحُباً تَئِنّ
فاطلقت لَحْناً شجي
يصف شَوْقاً باكياً
لكل ماضٍ سرمدي
ماضٍ يسألُ نفسَه
على سفينةِ هِجْرَتِي
هل كل ماضٍ سائحٍ
هامَ و تركَ مَرْقَدِي؟
أم قد يعودُ بعضُه
و ان ظَننته ينقضِي؟
سمعَ الجوابَ مُباغتاً
يا أيها الصَبُّ الفَتِي
اتركْ معاقلَ شوقِك
لتنل بها العودُ الندي
فكم مَررتُ قَبْلَكَ
على رُبُوعِ صبابتي
و عُدتُ دون نَظْرَةٍ
يطيبُ بها قلبي الخَطِي
لا لشئٍ سوي انني
اغلقتُ بابَ غُربَتِي
فظللتُ بها قابعاً
و لي الهوي لم يهتدي
محمد التوني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق