الجمعة، 20 سبتمبر 2019

حواء في أشواق أدمها/كلمات الشاعرة /فاطمة لغباري

*** حواء في أشواق آدمها ***

   أنا العاشقة العذرية في أحلام المساء
   أحاور اللغة الضائعة لغائب لم يبرر غيابه
   في دجى الليالي ...
   كانت أرواحنا تنصهر في عالم الأحلام
   بمداد الحبر ،،
   كنا ننسج من الكلمات عبارات الهيام 
   ننظم بها أجمل الشعارات في حلم الأمنيات
   في غيابه ،، قلبت جميع الصفحات
   و أنا أصيّر قاموس اللغة
   لأنظم قصيدة تخض مسارب الأشواق الخفية
   بنار الشعر السرمدية ،، بعفوية متمرسة
   يخرج من أنقاضها دخان الشوق 
   كصرخة امرأة ولود
   لغتي تنوء ، وفوق حروفها صقيع الغياب
   في أنين الروح ، سر حكايتي ...
   أحلامي شبح هارب في دجى الليالي
   و أنا في الرياح مسافرة
   أبحث عن بوصلة تدلني إليه
   أبحث عنه في تضاريس الهوى
   على ربى الأزهار 
   لعلني أجده بين الظلال ، كروضة الأشعار
   أبحث عنه بين ملايين البشر 
   لعل صدفة تجمعني به 
   كل مساء ، أترقب النجوم وراء الغيوم
   لعل طيفه يأتيني من مسيرة الأفلاك
   يعانق الروح ، و نشرب معا نخب الحياة
   طال انتظاري ... و أنا أعد الليالي
   و حقائبي على متن الضياع
   بيني و بينه سكة السفر الطويل 
   من الربيع إلى الخريف
   تعبت من رحلة لم تبدأ بعد 
   قلبي يئن تحت وطء الاحتلال
   صقيع الغياب يبعثرني حد التلاشي
   أصبحت قيثارة خرساء مكسورة الوتر
   إني أعترف 
   كلي متعبة بدونه
   بعشقه حطمت أسوار الوهم و القضبان
   من باب الحرية دخلت
   فدمرت كل التقاليد و الأعراف
   دست على جميع القوانين
   صعب أفسر حجم اشتياقي
   سفينة العشق تحملني على الشطآن
   فبأي موج أستعين ؟
   أين أمضي ؟ أين ألوذ ؟
   أشتهي منه حضنا ينسيني كل الوجع
   في غيابه ...
   سيبقى دوما هذا السؤال
   متى يلتقي البوح و الإصغاء ؟
   هل من إجابات ستطرح فوق طاولة الاستفهام ؟
   هي عذرية الحب 
   حكايات لا تصدأ ...!

       ✏ فاطمة لغباري / الرباط
             في .............. 2019/09/18

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق