بسم الله الرحمن الرحيم
{{التاريخ الهجري...وعمر..}}
تدوين تاريخ الهجرة أهم حدث في التاريخ الإسلامي فقد جاء أساسه من القرآن الكريم والسنة.
قال الله تعالى :-{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ...}}
وعن النَّبيِّ ﷺ قَالَ: إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّه السَّماواتِ والأَرْضَ: السَّنةُ اثْنَا عَشَر شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم: ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقعْدة، وَذو الْحجَّةِ، والْمُحرَّمُ، وَرجُب مُضَر الَّذِي بَيْنَ جُمادَى وَشَعْبَانَ، أَيُّ شَهْرٍ هَذَا؟ قلْنَا: اللَّه ورسُولُهُ أَعْلَم، فَسكَتَ حَتَّى ظنَنَّا أَنَّهُ سَيُسمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ، قَالَ: «أَليْس ذَا الْحِجَّةِ؟» قُلْنَا: بلَى...}}هذا هو القرآن والسنة قد وضعا حجر الأساس في أحسن بيان للتاريخ الإسلامي.
فلم يعد لأعراف الجاهلية ومعتقداتهم نصيب في دين الله...وهو ما قصده صلى الله عليه وسلم {إن الزمان قد استدار...أي أنَّ فعَلَ أهلُ الجاهليَّةِ مِن جَعْلِ المُحَرَّمِ صَفَرًا، وصَفَرٍ مُحَرَّمًا؛ قد أنتهى إلى غير رجعه قال الله تعالى { إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا...}
إذن بقي علينا أن نعلم كيف ومن أين نبدأ هذا التاريخ فقط؟؟؟
فقد ورد هذا التساؤل فيما أخرجه الحاكم في مسنده عن الشعبي أن أبا موسى كتب إلى عمر: إنه يأتينا منك كتب وقد أرِّخ بها في شعبان، ولا ندرى أي شعبان هذا هو في السنة الماضية؟ أم في السنة الحالية، فجمع عمر الصحابة الكرام ، فقال بعضهم: أرخ بالمبعث أو بميلاده صلى الله عليه وسلم أو وفاته ،وبعضهم أرخ بالهجرة...
فقال عمر:- الهجرة فرقت بين الحق والباطل، فأرخوا بها، وذلك سنة سبع عشرة، فلما اتفقوا قال بعضهم:- ابدأوا برمضان فقال عمر: بل المحرم، فإنه منصرف الناس من حجهم فاتفقوا على ذلك...
مع العلم أن الهجرة كانت في بداية شهر ربيع الأوّل وبالتحديد 22 ربيع الأول، (24 سبتمبر عام 622م)..
بينما تم ترتيب بداية السنة الهجرية على أن يكون بدايتها شهر محرم وليس شهر ربيع الأول وقد عللوا ذلك أن السنة الهجرية تنتهي في شهر ذو الحجة وهو منصرف الناس من أعمال الحج وتبدأ في محرم وهذا الاختيار لا يؤثر في توقيت العبادات والطاعات...وإنما فقط جاءت تسمية السنة بالسنة الهجرية...وبقيت الأشهر القمرية ترتبط مع دورة القمر،
قال الله تعالى {{يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ...}}
وفي هذا الترتيب نظام مميز لهذه الأمة الإسلامية بتاريخ لها عن غيرها من الأمم وليس فيه اِبْتِدَاع أو زيادة أو نقص أو نسيء أو فرية مما يتصور البعض، فالترتيب جاء وفق الآية والحديث المذكورين أعلاه والله أعلم........
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق