قصة للاطفال (1)
الفلاح الامين
عم حسن فلاح يحب الزراعة يقضي يومه كله في الحقل ويكون في قمة سعادته عند جني المحصول ويري ثمرة تعبه وعرقه ولكن عم حسن ليس عنده ارض ملك له وانما يستأجرها من اصحابها ,وفي يوم ذهب عم حسن يستأجر ارض من الحاج شاكر
وكان الحاج شاكر رجل عجوز تدهورت صحته واصبح لا يقدر علي زراعة ارضه وحتي زوجته التي كانت تساعده في اعمال الحقل اصبحت لا تقدر بمفردها علي حرث الارض وزراعتها فجلست بجانب زوجها تلبي احتياجته في المنزل والتي لا يقدر عليها بسبب مرضه
دخل عم حسن علي الحاج شاكر ووجده مريضا طريح الفراش وتحدث معه علي تاجير الارض مقابل نسبة من المحصول ياخذها الحاج شاكر حتي يكون في بيته ما يحتاجه هو وزوجته من الغذاء وكان هذا عرضا طيبا من عم حسن
خرج عم حسن وهو يشعر بالحزن علي حال الرجل الطيب وقد تمكن منه المرض
وفي الصباح الباكر خرج عم حسن يركب حماره ويجر خلفه ماشيته ومحراثه وذهب الي الارض التي لم يتم زراعتها منذ مدة طويلة ليحرثها ,اخذ عم حسن يدور في الارض بمحراثه الذي تجره بقرته وهو خلفهما ,وفجاه اوقف عم حسن الحرث عندما رأي شيئا يلمع تحت اشعة الشمس ,انحني عم حسن يلتقط هذا الشيء الذي له بريق شديد ,وفجأه انحبست انفاس عم حسن مما رآه فقد وجد كردانا كبيرا من الذهب وفرح فرحا شديدا,ولكنه توقف وأخذ يفكر كيف دفن هذا الكردان في الارض ومن اين جاء ومن صاحبه؟
فقال في نفسه: انا لست صاحب الارض سأذهب الي صاحبها الحاج شاكر واسأله عنه
ذهب عم حسن ومعه الكردان الذهب الي الحاج شاكر المريض ودخل حجرته وجلس بجوار سريره فطلب الحاج شاكر من زوجته اعداد كوبا من الشاي لعم حسن
أخرج عم حسن كيسا من القماش الاسود ملفوفا فيه الكردان واعطاه للحاج شاكر الذي ما ان فتح الكيس برقت عيناه وانهار في البكاء الشديد ودخلت زوجته ولما نظرت الي الكيس الاسود ورأت ما بداخله حتي انهارت هي الاخري في البكاء الشديد, واندهش عم حسن مما يراه امامه فسأل عم شاكر عن سبب بكائه هو وزوجته
فقال الحاج شاكر: هذا الكردان هو ملك لزوجتي وكنا قد عقدنا العزم علي بيعه حتي استطيع ان أجري العمليه التي ستشفيني باذن الله واستطيع بعدها زراعة الارض ولكن في يوم من الايام بعد انتهائنا من العمل في الارض انا وزوجتي وعودتنا الي البيت اكتشفنا عدم وجود الكردان في رقبة زوجتي ,عدنا الي نبحث عنه في الطريق وفي الحقل ولم نجده وهذا الامر زادني مرضا علي مرضي واصبحت طريح الفراش كما تري
هنا دمعت عينا عم حسن وفتح الحاج شاكر زراعيه يحتضنه ويقبله ويشكره علي أمانته ويقول له كيف اكافئك يا حسن؟ انت رجل امين
فقال عم حسن: ادعو الله لي بالبركة والستر
فقال الحاج شاكر: سأهب لك نصف الارض تكون ملكا خالصا لك, وأصر الحاج شاكر علي ذلك.
خرج عم حسن يحمد الله ويشكره فقد كافئه الله علي امانته واصبح عنده ارض ملك له ولن يستأجر ارضا من غيره بعد اليوم.
تاليف:
م/ سامح بيومي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق