هلْ تَطَافَلْت على الْشّعراء ؟
******
عبدالعالي حميتو
******
ما لي والْقصيد وأنا كيميَائي ؟
ما لي أطاولْ لها كُلَّ سماء ؟
هلْ لأنّها روْضةٌ غنَّاء ؟
أمْ أحبُّ مناجزة الْكُرَماء ؟
**
الْشّعْر صعْبٌ شاسع الْأنْحاء
بحوره عقباتٌ كأْداء
وزِحَافاته تُظْني الشُّعراء
يَلْزَمْه قاموس الْبُلَغاء
**
جَالَهْ (ناجيُ) شاعر الْأطبّاء (1)
و(الْحُصَرِي) منارة الْإقْراء (2)
و(الْشّافعي) غُرَّة الْفُقَهاء (3)
لم لا يُبْحِرْ به كيميائي ؟
**
أَجِدُ الشِّعْرَ مِثْل الْكِيمِيّاءِ
كأنِّي بِالْمَخْبَرِ أنْظُرْ لِلْإِنَاءِ
أَرْقُبْ تَفَاعُل أَمْلَاحٍ بِمَاءِ
ََعسَى لي لِلنّتِيجة اهْتداء
**
كذا لي بمعان الشّعْر اعْتِناء
لفْظٌ ومعْنى لهما رُوَّاءُ
يُخْرِجا كَامِناً له خفاء
فَبِبَحْري لُؤْلؤاتٌ غُرَقَاء
**
شِعْرٌ صادقٌ بدون رِيّاء
يصُوغ ما يَجِيش بالْأحْشاء
بعباراتٍ ما هيَ بَكْماء
لقلوبٍ ما هيّ صمّاء
**
يذاعبْ شِغَاف الْأحِبَّاء
أوْ يُسْبِر حال الْتُّعساء
أوْ يذْكر تاريخ النُّجَباء
أوْ يَفْضح سُلْطة الْأغْبيَّاء
**
عنْ بَعْض الْمَواضِع لي جَفاء
يَمْنعني منْ طَرْقِها حيائي
غاص بها أرْذل الشُّعراء
خَسارةٌ نقْدها أو الثَّناء
**
بِشِعْري لا أُبَارز الْأكفَّاء
بلْ أكْتب في لحْظةْ صفاء
خَاطِرةً أَجِدْ بها سناء
تَهُزُّني فَشِعْري لها دواء
**
هلْ تَطَافَلْت على الشُّعراء ؟
أَيَكُون الشِّعْر حَتْماً غُثَاءا ؟
إِذا سَاح منْ أقْلام الْبُسَطاء
أفْحِمُوْنيَ بِحُجَّتكُمْ يا وُجَهاء
******
******
(1)ناجي : هو الطبيب ابراهيم ناجي
صاحب قصيدة الأطلال
(2) الْحصريْ: عالمٌ في القراءات القرآنية
كان ضريراً اشتهرت له القصيدة اللتي مطلعها:
ياليْل الصبّ متى غذه ** أقيّام السّاعة موعده
والتي عارضه فيها أحمد شوقي بقصيدة:
مُضْنَاك جفاه مرْقده ** وبكاه ورَحَّمَ عُوَّذُه
(3) الشافعي أحد الأئمة الأربعة له ديوان رائع
📷
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق