الخميس، 28 نوفمبر 2019

هل تطافلت على الشعراء/كلمات الشاعر /عبد العالي حميتو

هلْ تَطَافَلْت على الْشّعراء ؟

******

عبدالعالي حميتو

******

ما لي والْقصيد وأنا كيميَائي ؟

ما لي أطاولْ لها كُلَّ سماء ؟

هلْ لأنّها روْضةٌ غنَّاء ؟

أمْ أحبُّ مناجزة الْكُرَماء ؟

**

الْشّعْر صعْبٌ شاسع الْأنْحاء

بحوره عقباتٌ كأْداء

وزِحَافاته تُظْني الشُّعراء

يَلْزَمْه قاموس الْبُلَغاء

**

جَالَهْ (ناجيُ) شاعر الْأطبّاء (1)

و(الْحُصَرِي) منارة الْإقْراء (2)

و(الْشّافعي) غُرَّة الْفُقَهاء (3)

لم لا يُبْحِرْ به كيميائي ؟

**

أَجِدُ الشِّعْرَ مِثْل الْكِيمِيّاءِ

كأنِّي بِالْمَخْبَرِ أنْظُرْ لِلْإِنَاءِ

أَرْقُبْ تَفَاعُل أَمْلَاحٍ بِمَاءِ

ََعسَى لي لِلنّتِيجة اهْتداء

**

كذا لي بمعان الشّعْر اعْتِناء

لفْظٌ ومعْنى لهما رُوَّاءُ

يُخْرِجا كَامِناً له خفاء

فَبِبَحْري لُؤْلؤاتٌ غُرَقَاء

**

شِعْرٌ صادقٌ بدون رِيّاء

يصُوغ ما يَجِيش بالْأحْشاء

بعباراتٍ ما هيَ بَكْماء

لقلوبٍ ما هيّ صمّاء

**

يذاعبْ شِغَاف الْأحِبَّاء

أوْ يُسْبِر حال الْتُّعساء

أوْ يذْكر تاريخ النُّجَباء

أوْ يَفْضح سُلْطة الْأغْبيَّاء

**

عنْ بَعْض الْمَواضِع لي جَفاء

يَمْنعني منْ طَرْقِها حيائي

غاص بها أرْذل الشُّعراء

خَسارةٌ نقْدها أو الثَّناء

**

بِشِعْري لا أُبَارز الْأكفَّاء

بلْ أكْتب في لحْظةْ صفاء

خَاطِرةً أَجِدْ بها سناء

تَهُزُّني فَشِعْري لها دواء

**

هلْ تَطَافَلْت على الشُّعراء ؟

أَيَكُون الشِّعْر حَتْماً غُثَاءا ؟

إِذا سَاح منْ أقْلام الْبُسَطاء

أفْحِمُوْنيَ بِحُجَّتكُمْ يا وُجَهاء

******

******

(1)ناجي : هو الطبيب ابراهيم ناجي

صاحب قصيدة الأطلال

(2) الْحصريْ: عالمٌ في القراءات القرآنية

كان ضريراً اشتهرت له القصيدة اللتي مطلعها:

ياليْل الصبّ متى غذه ** أقيّام السّاعة موعده

والتي عارضه فيها أحمد شوقي بقصيدة:

مُضْنَاك جفاه مرْقده ** وبكاه ورَحَّمَ عُوَّذُه

(3) الشافعي أحد الأئمة الأربعة له ديوان رائع

📷

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق