السبت، 30 نوفمبر 2019

خاطرة قرانية/بقلم الاديب/د. احمد محمد شديفات

بسم الله الرحمن الرحيم
خاطرة قرآنية
بين آيتين :- {{الْفَرِحِينَ .... فَلْيَفْرَحُوا}}
قال تعالى:-
في الآية الأولى الحديث عن قارون :-
{...إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ...}القصص76فهذه الآية جاءت في الذم والكبر والبغي والعدوان.
في الآية الثانية الحديث عن الفرحة بفضل الله:-
{...قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ ...}يونس58 قيد الفرح بفضل الله وبرحمته...فالمؤمن يفرح أن هداه إلى للإيمان وثبته عليه وأسبغ عليه البر والإحسان.
فالفرح هو منتهى السعادة والبشارة والبشاشة والبهجة والانشراح والارتياح إذن هو السرور بأنواعه وهذا الفرح يعقب تحقيق هدف أو أمنية أو نجاح....فليفرحوا بفضل الله ورحمته.
فالإعجاز الرباني جعل الضحك يعقب الفرح ،والبكاء يعقب الحزن وكلاهما من صفات الإنسان (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَىٰ  43النجم) فهذا الأمر بين البشر كافة فلا توجد ضحكة عربية وأخري أوروبية فهم فيه سواء...الاختلاف بين الفضل والكبر.
بعد هذا كله لنا مرجعية في القرآن الكريم والسنة النبوية والأعراف والتقاليد والصفات الحميدة التي تظهر طريقة أفراحنا وهي تختلف من مجتمع إلى آخر بين مقل ومسرف خارج عن المألوف والأمر إذا زاد عند حده أنقلب إلى ضده، فلا يكون الفرح بأطلاق النار والإزعاج والصخب والكلام الرديء والغناء الفاضح والاختلاط الممنوع والغنج والطَّنْج والإسراف والتبذير وشرب المخدرات وحضور الأشرار.
هذا هو البطر والكبر وقتل النفس التي حرم الله دهسا أو بالرصاص أو إشهار السكاكين في وجوه المساكين وغير ذلك كثير، فهذا هو العدوان والبغي هؤلاء لا يحبهم الله (إن الله لا يحب الفرحين)بهذا الأوصاف المذكورة آنفا ،لأنه ليس فرحا وإنما ترحا وحزنا وكمدا وكآبة وأسى وهما وبغضا وغما وتعاسة وجنازة في آخر المطاف....
قال ابو بكر رضي الله عنه كان صلى الله عليه وسلم إذا جاءه أمر يسر به خر ساجدا شكرا لله تعالى فالنعم تقابلها الطاعة والعبادة والورع وشكر المنعم، والنقم يقابلها الهلع والرعب والخوف.
إذن أنعم بفضل الله ورحمته وإحسانه وعطائه ومنته وهديه تكون سعيدا في  الدارين بفرح والسرور...والآخرين في بعد وثبور
قال الله تعالى :-
(قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ ...
وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ...
قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ...
خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ...)
إذن أفرح وأمرح وأضحك وشارك الآخرين في أفراحهم ضمن منظومة الأخلاق وسلوك الآداب الكريمة  والأعراف الحميدة والتقاليد الحسنة هذه هي البهجة والسرور والابتسامة المفرحة...
فالإسلام نور الحياة لا يحرم الإنسان من الطيبات والأفراح والتمتع بها والمحافظة عليها بدون غلو ولا إسراف ولا تطرف ولا انحراف وإنما طهر وعفاف وصدقات باقيات كي تبتعد عن الشهوات والمغريات ...إذن أفرح الفرح بهذه الطريقة غير ممنوع.
قال صلى الله عليه وسلم(إنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ)هذا هو الرقي الذي يميزك عن الآخرين شامة وعلامة بين الأمم...
( قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:-
أَصْلِحُوا رِحَالَكُمْ
وَأَصْلِحُوا لِبَاسَكُمْ
حَتَّى تَكُونُوا كَالشَّامَةِ فِي النَّاسِ))
كن فخورا بدينك وفي شكلك في أحسن تقويم وألبس أنظف الثياب فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده... قال الله تعالى : ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) الضحى 11
وقال صلى الله عليه وسلم :-
(إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله تعالى أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال :- يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا ۖ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) المؤمنون.
تقديم الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق