فُـصْـحَـى رَضَــعْــتُ حَــلِــيــبَــهَــا
( البحر الطويل )
شعري : محمد رحيمي لفسيسي (من المغرب )
سَـيَمْحُو عَلَى طِرْسِـي الْـقَصِـيـدَةَ اصْبـعِـي
إِذَا لَـمْ تَـجُـدْ بِـالـدُّرِّ وَالْـعِـطْـرِ أَضْــلُــعِـــي
تَـعَـوَّدَتِ الْأَقْــلَامُ تَـــقْـــدِيــمَ لَــوْحَــــةٍ
بِـــأَجْــــمَـــــلِ أَلْــوَانِ الـزُّهـــــُــورِ وَأَرْوَعِ
أَحَــاسِـيـسُ قَلْبِي ، أَمْ أَحَــاسِيـس قَـلْبِـهَـا
وَمَـنْ مِـنْـهُــمَا بِالْأَمْـــسِ هَـيَّـجَ أَدْمُـــعِـــي ؟
أَنَـا الـسَّـيْـلُ فِي هَـامِ الـرُّبَـى مُـتَـدَفِّــقٌ
فَـهَـلْ تَـجْـهَـلُ الْأَمْــطَـارُ من أَيْـنَ مَـنْـبَــعِـي ؟
إِلَـى حِـقْــبَـةٍ وَلَّـتْ نَـعُــودُ وَقَــدْ بَــدَا
لَـنَـا الْمــُتَــنَـبِّـي ، وَالْمَـعَـرِّي ، وَأَصْــمَــعِــي
وَذِي لُـغَـةٌ فُـصْـحَـى رَضَـعْـتُ حَلِـيـبَــهَـا
أَأَنـْـعَـتُـهَـا بِـالْـعــُـقْـمِ كَـالــنـَّــاسِ أَجْــمَــعِ؟
دَعُــواْ لُـغَــةَ الْأَجْــدَادِ إِنِّــي أُحِــبُّــهَـــا
تُـسَـافِـرُ نَـحْـوَ الْـمَـجْـدِ بِي ، وَبِـمَـجْـمَــعِــي
أَوِ اسْتَـمْتِعُـواْ بِالنَّْقِ وَالـنّعْـقِ فِي الدُّجـَى
إِذَا لَـمْ يُـفِـــدْ هَـذَا الْـغِـــنَــاءُ وَيَــــنْــفَــعِ
أَيَـا رُوحُ ، مَــا فُـــزْنَـا بِــرَاحٍ وَرَاحَـــــةٍ
وَصُــبَّـتْ كُــؤُوسٌ ، وَاخْـتَـفَـى كُــلُّ مُــبـْـدِعِ
عَـلَـى رَأْسِ سِرْبٍ تُـصْـبِـحِـيـنَ أَمِــيـرَةً
وَيَـأْتِـي إِلَـيْـكِ الـطَّـيْـرُ مِـنْ كُــلِّ مَــوْضِـــعِ
إِذَا قُلْتِ ( مَـا أَحْـلَـى غِـنَـاكِ !) لِـبُـومَــةٍ
( وَيَـا مِـنْ جَــمَـالٍ ! ) ، لِلْــغُـــرَابِ وَضــفـْـدَعِ
وَلَـمَّـا سَـمِـعْـتُ الْـبُومَ تهــْمِسُ لِلـدُّبَــى :
(يُـضَـايِـقُـنَـا الـشُّـحْـرُورُ فِـي كُـلِّ مَــرْتَـــعِ
صَـعَـدْتُ إِلَـى عُـشِّـي وَأَغْـلَـــقْـتُ بَابَـــهُ
أُغَــازِلُ نَـوْمـاً فِي خَـيَـالِـي وَ مَـضْـجَــعِـــي
فَمَا أَعْذَبَ الْـمَـحْـسُـوسَ يُـنْـعِـشُ طَـعْـمُـهُ !
وَمَـا أَفْـظَـعَ الْـمَلْمُـوسَ لِلـنَّـفْـس ِ إِنْ تَــعِـي !
فَأَيْـــقَـظَـنـِـي نُـورٌ تَــسَــرَّبَ لِلــدُّجَـــى
وَلَـمْ تُــشْـرِقِ الْأَنْــوَارُ - بَعْدُ - و َتَــطْــلُـعِ
عَـلَـى الرَّفِّ لَاحَــتْ مَـنْ زُجَــاجٍ جَــرِيـدَةٌ
أَلَـــمَّ بِـهَـا قَـصْـفٌ و َلَـمْ تَــتَــــزَعــــْـزَعِ
وَقَـدْ صَــاحَ بِـي أَعْـضَــاؤُهـَا وحُـمَــاتُــهَـا:
《 عَـلَى الـرَّحْـبِ عَـجِّـلْ بِـالْـوُلُـوجِِ ، وَأَسْـرِعِ》
ولَـجْـنَـا ، وَمَـا زِلْنَا ، وَمَــا زَالَ عَــزْمُـنَــا
يُـرَفْـرِفُ بِي جَــوّاً ، وَيَــحْـمِـلُ مَـنْ مَـعِي
تُوَافِـي لَـنَـا تِلْكَ الضَّــرِيـــرَةُ نَــاظِــــراً
وُيُــلْـقِـي لَـنَـا ذَاكَ الْأَصَــمُّ بِــمَــسْــمَـــعِ
إِذَا نُـقْـطَـةٌ هَــاجَــتْ تَـصِـيـرُ رَصَــاصَــةً
وَإِنْ قَــلَــمٌ أَرْغَــى يَــصِـيـرُ كَــمَــدْفَـــــعِ
شعري : مـحـمـد رحـيـمـي لـفـسـيـسـي
(من المغرب ).
07/12/2019
الطِّرْس : الصحيفة يكتب عليها - الدجى : الليل ، الظلام - الدَّبَى : النمل الصغير - اليم : البحر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق