~ قصيدة بعنوان : 🖍الباشا التركي والأميرة الشرقية🖍
~~~~
~~~~
~~~~
بعد ثلات عقود او ستة أنصاف
اوثلاث أعشار ،فلنقل الثلاتين
ظهر البدر ولكن مكسوّا بالضباب
وظل مكسوّا بالضباب حتى اختفى البدر فصار سراب
~~~
فحاولت جاهدا لوصفها فقلت:
المرأة مدرسة فاجتهد لإرضائها
حتى لو كانت كل الجهات ضدها
حتى لو كانت هي لا تعرف حقّها
فالمرأة أمٌّ والأم أمّةٌ حتى لو كانت وحدها
كلنا من طين والطين ترابُ
والتراب معادن نفيسة وسهوبُ
ولو أنّ الطين لزجٌ ،وليس سيّابُ
عدا طينها صار زُمُرُّداً لمّا بلغها الشّبابُ
~~~
ولمّا رأيتها عن قرب قلت :
لمحت قمرا فمال هواي بجماله ثملاً
فوقع قلبي ونحو القمر اتجه مهرولاً
وفجاةً غاب عنّي فلم أجده لا يمينا ولا مشملاً
فأتاني اللِّمَمُ حتّى خرجت أعصابي عن السياله
أميرة شرقية حسناء خطفت قلبي بلمحة واحدة وبعُجاله
فكيف لو طال نظري هل ستأخذين عيني ككفاله
أم ستأخذين الحلق ببلعومه ولسانه وتتركي سُعاله
قالوا الجمال نوعين نعمة ونقمة ،فجمالها نعمه لا محاله
ولكنني بعد ان جالست القمر فقدت كلّ حواسي بجَمالَه
أخذتي قلبي لساني وعيني فأين كلّ أعضائي يا محتاله
~~~
بَزَغَ القمر ظُهْرًا بطلّتها ———فما عاد القمر لوقت بزوغه منتظر
بعينيها تضيء لنفسها ومن حولها ——— ونور القمر بنظراتها معتمرُ
وإن خَطَتْ نحوي خطوةً، أرتعش ———وكأنني بأعالي جبال الرِّيفِ مُعَمِّرُ
لا أستطيع وصف المنارة ———فكيف بغمازاتها سأصف،فعلا على قمري سأجورُ وأُفجِرُ
سأنشر الحب ما دمت أحبها ——— ولو على حساب المنارة فعشقها لي مخفيٌّ ولكن قلبي مبصِرُ
وإن تمرّدت فذاك حقّها ——— فكيف للغِلمان بحب الملوك تُبشَّرُ
حتى لو كنت ملكا ولم أكن ———فالأمراء تخْلُفُهُمْ و ليس لخَلَفِهِم شَعبٌ ومعشرُ
أيا قلوب المحبين أنصتوا ——— لقلب الغلام بدقاته لكم منذِرُ
لا تَقْربوا لمعشوقته ولا تُعْجَبوا ——— فلكلّ الورى قمرٌ وله هو قمـــرُ
~~~
وحين لمحتها في صور لها على البحر قلت:
او رأيت الشمس وهي تغرق في البحر ———
كذلك لون شفتيها من حمرة الغروب التهـــــــباَ
او رايت السماء دون سحابة قــــــــــطُّ ———
والشمس بارزة كذلك ملمسها والخذين نصــــباَ
او رأيت وجها بالغمــــــازات تجمّــــــــلَ———
فكل امىء أبصرهُ ، من جمـــــــــــاله تعجّـــــــباَ
وإن حدتثه لبرهة،من وزن الجمال له قدرة———
تشتعل نارا لمُحدّثِه جوفا والعِشْقُ من وجهه تصبّـــبا
~~~
ولما احسست ببعدها قلت:
صعبة هي الساعات دون وصلك
كصعوبة وصلك حين اصلك
او حينما انت لا تصلين من يصلك
كأنك تخافين ممن يدعو الله في صلاته ليصلك
فمامن مسلك سلكته وسلك
فاسأل الفصول اليس الربيع طريق الشتاء قد سلك
فالساعة تقف إذا إحدى عقاربها ماسلك
وإن دارت فعقرب تلو العقرب سلك
~~~
يكاد الغلام يموت خنقاَ ———يكاد الحب ينهيه من الوجودِ وعِشْقاَ
احرام ان يحب المحب من يحب ———ولو كان لعشقه جسورٌ وموانعُ و وَسَقاَ
من جميلة الجميلات جاء الوسق ——— فما كَلَّ الحبيبُ، بل على الطلب استبقاَ
بطلبه للحلال خوفا من الغريم ——— لا ممن سعى للوسَقِ وبطيب الكلام تنمّقاَ
بجمرة الحب نما الطفل في صدره ———ومن لوعة العشق احترقاَ
فما استطاعت حواء غيرها ——— التسلط على قلب الغلام ومن صدره الحب انبثقاَ
عزوفها عنه تزيده من العشق ——— كل يوم قِدْراً من الحب بسبعون مِلْعَقاَ
فلن يجدي الهرب ولا النزوح ———لعضو مثل القلب من الجسد وهو دائما به ملتصقاَ ~~~
فناجيتها قائلا:
مهما حصل لن أنساك
وحتى لو ذهبتي بعيدا ——— سأظل دائما في دنيــــــــاك
لي أمٌّ تحبني وأبٌ وأخٌ ،———وأختٌ أُوصِلُها شكــــــــواك
يا من تراني بعيدا——— قريبا كنت ام بعيدا فأنا أسمع نجواك
ولو سمعت من كل الورى ——— كلاما ماقتا يدعونك ببلــــواك
يا حلم الفتى ويا صوت الشِّتا——— لا اسمع وأرى إلا إذا سمعت ورأت عينــاك
يامن تبخلين بالهوى ——— لما لا تعطيني ولو القليل من هواك
كأنك لا تعرفين انني مجنون ——— وموعود بحب البارّين ورضاك
لو كانت الحياة تُهْدَى——— فأنت بعد فدا الأم حياتي وكلّي فداك😢
~~~
وعندما استحال عني وصلها قلت:
عندما يغيضُ القلب ويضيقْ
فينبض لصاحبه عوض الدقات حروفاً
الا تدري ايها الباشا التركي الأنيقْ
انك كنت للفتاة الشرقية لست رجلا بل خروفاً
احقا ايها الباشا وقعت وانت داك الصامد وقت الضِّيقْ
أأنت الذي قلت للأفعات لن تجدي لفاتكن حولي لُفُوفاً
اه فعلا وقعت اليوم ولن ينهض لك ريق
انهض ولو لبرهة أمل انهض لجفن الأم انهض وقِفْ وُقوفاً
ايا زمن لماذا تجور على ذاك الولد الحرّ العتيقْ
الا تعرف انّه في جبالك صاعدٌ وعند الورى بشهامته معروفاً
اولا تعرف انّ الوصالَ عنه منقطع و وسيقْ
اتدري انّه يفيض قلبه بحبها ولو أنّ ذنبها صار امامه مكشوفاً
قد غفلت فصرت في دوامة الحب عائم، والأميرة مطعونة بسيفه ان لم يكونوا سيوفاً
يا صاحبة الحذاء مافوق الكعب والسروال الذي يدنو العرقوب وياتلك الخجولة المكسوفة
~~~
ستظل باشا يا باشا فالباشا باشا ولو اصابه علة وهشاشه
فما قولك يا اميرة الشرق وصاحبة الغمازات والشامات والبشاشه وطويلةَ الرُّماشَه
~~~
كان يظنّ الباشا على انّ حُبَّهُ عُذري
وكل ما حلّ الظلام يقول تلك الأميرة هي قدري
واذا استأنس الوحدة يقول ربي فرّج همّي فقد ضاق صدري
وينوب لخالقه وكلّما سئل عن حال قلبه يقول لا أدري؟
هل هذا الحول ام بعده متى سيأتي بدري؟
~~~
فبدره هلاله أقمر و مُقْمِرُهُ أدْبَرَ
والباشا بعدما شرب العلقم من مًرِّه وَعَى فتذكّرَ
انّ في يوسف ومَنْ لمراودتها له تنكّرتْ فمِن كتاب ربّه تدبّرَ
فدعا ربّه بدعاء أجمل الخلق وابهاهم حُسْناً ومنظراَ
فقال ربي اصرف عنّي كيدهن واجابه المولى وأمره تيسّرَ
وكشف المستور ولكن جرم الأميرة الآن تغيّرَ
من تخشى عليه من الذئاب هو اليوم من الباشا قد ثأَرَ
بعد ان بات ضحية لذئب كان به قد مَكَرَ
ففضّلَ ان يكون جلّادا لكُلِّ الذكورِ نفراً نفراَ
~~~
.عبد ربه ايوب. من الباشا التركي الى الأميرة الشرقية سلام يملأه الحب والغرام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق