خاطرة
يَا وَلَدِي
يُؤْسِفُنِي يَا وَلَدِي ... تَمَزَّقَتْ أَوْصَالُ أُمَّتِي ... وَ هَانَتْ وَ اشْتَكَتْ
هَذِي فَلَسْطِينُ ... عَلَى دَرْبِ الزَّمَانِ انْتَكَسَتْ
مِنْ وَجَعِ الْجِرَاحِ ... قَدْ بَكَتْ جِنِينُ أَهْلَهَا ... وَ الْقُدْسُ ثُمَّ نَابُلُسْ
وَ غَزَّةُ الْعَصْمَاءُ ... وَ الْأَقْصَى بِبَيْتِ الْمَقْدِسْ
يُؤْسِفُنِي يَا وَلَدِي ... وَ جَنَّةُ السُّودَانِ ... نِصْفَيْنِ بِأَهْلِي انْشَطَرَتْ
وَ لَمْ تَزَلْ بَغَدَادُ فِي الْأَسْرِ حَزِينَةً ... سِنِينَ انْتَظَرَتْ
وَ الْجُرْحُ فِي قَلْبِ الْحِمَى ... يَنْزِفُ فِي دِمَشْقَ..فِي صَنْعَاءَ..فِي طَرَابُلُسْ
يُؤْسِفُنِي يَا وَلَدِي .. كَادَ الرَّدَى يَأْتِي ... عَلَى أنْفَاسِ حُلْمٍ قَدْ يَئِسْ
تُونُسُ بَلْسَمَتْ جِرَاحَ الْيَاسَمِينِ ... فَوْقَ أَشْلَاءِ الْرُؤى وَ النَّرْجِسْ
وَ النَّسْرُ فَوْقَ النِّيلِ ... قَدْ عَادَ مُعَافَى ... مِنْ سُقَامٍ مُفْتَرِسْ
يُؤْسِفُنِي يَا وَلَدِي ... مَا عَادَ بَيْنَنَا الْوِصَالُ دَافِئًا ... وَ لَا هَوَانَا يُؤْنِسْ
وَ نَبْضُ أُمَّتِي صَدَاهُ فِي الْمَدَى ... يَضِجُّ بِالْآهَاتِ ثُمَّ يَبْتَئِسْ
هَيْهَاتَ أَنْ تَشْفَى الْجِرَاحُ ... إِنْ تَسَمَّمَتْ وَ الْتَهَبَتْ
هَيْهَاتَ أَنْ يَسْتَوِيَ الصَّفُّ ... وَ حَالُ آُمَّتِي كَرِيحِ قَفْرٍ بُعْثِرَتْ
تَخَاذُلٌ بَيْنَ الْوَرَى ... وَ فُرْقَةٌ يَا وَلَدِي ... فَوْقَ الْحِمَى قَدْ عَصَفَتْ.
بقلمي : عبد الفتاح الرقاص - المغرب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق