الجمعة، 26 أكتوبر 2018

ماتت وحيدة/بقلم الشاعر المبدع /محمود بدران

مَاتَتْ وَحِيدَةٌ;;
__________ 
أَقَمْتُ السُّرَادِقَ آلقي معازيها; 
رَأَيْتُهَا بِالسُّرَادِقِ تَتَلَقَّى تَعَازِيهَا;
تُجَلْجِلُ فِي الأَجْوَاءِ صَدًّا النَّفْسُ; 
تَهُزُّ الرَّكْنَ وَحَوَّطَ العُمَدُ; تُجْرِي 
بِهَا العُيُونُ مَجَرِيَّ النَّهْرِ مُنْهَمِرٌ;;
تُغْمِضُ الجُفُونُ وَتَتَفَتَّحُ بِهِ الحَدَقُ;
تَغْدُو وَتَرُوحُ مِنْ صُبْح إِلَى أَمْسِ; 
لَا هية تَلًّا هِيَ فِي بَرِيقِ أودق; 
وَسْطَ الهُمُومِ بِمَرِّ عَلْقَمِ تَسَنُّمٍ; 
تَعْلُو الرُّكَّابُ تَسَوَّقَ آلُهِمْ أَسْفَلُ; 
وَفِي البَلَاءِ زَوَالٌ غَمَّ وَطَيُّ سَقَمٍ;
تَتَرَنَّمُ الرُّوحُ فِيهَا وَيَصِحُّ بِهَا جَسَدٌ;
هِيَ مِنْ قَنَاعَةٍ وَعَلَيَّ الرِّضَا تتبلسم;
فآجأءها المَوْتُ بِأَطْنَابِ الذُّلِّ عِلَلٌ; 
تَغَيَّرَتْ أَلْوَانُ ثُغَرٍ أُفْتِرُ; 
تَبَدَّلْتُ قَنَاعَةَ الرِّضَا قِنَاعٌ; 
اِرْتَسَمْتُ بِوَجْهٍ شَاحِبٍ أَصْفَرَ; 
صَاحَ النازلون سُرَادِقُهَا ويكأن; 
قَالَتْ وَالضَّارِبُونَ ذِي قَتْلِ أَمَرَّ; 
وَقَاتَلَ الجَسَدَ مَقْتُولٌ بِفَعْلَتِهِ; 
وَقَاتَلَ الرُّوحَ لَا تَدْرِي بِهِ البَشَرَ;
فَبَاتَتْ عَقِيمَةً وَمَاتَتْ وَحِيدَةٌ; 
تِلْكَ هِيَ الضِّحْكَةُ.. أَغْلَقُوا السُّرَادِقَ;
مِنْ القَلْبِ إِلَى القَلْبِ (محمودبدران) 25/10/2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق