كفاكِ أيتها الدُّموع
كفاكِ أيَّتها الدُّموع ...
أرسلتِ أمطاركِ غزيرةً
نقيَّةً طاهرةً على أرضٍ
صحراء رمليَّةٍ لم ينبتْ
فيها غير الشوكِ ....
كلَّما هطلتْ مياهُكِ عليها
نمى الشَّوكُ فيها
وازدادَ لسعاً وإيلاماً ...
كفكفي دموعكِ يا عيوني
لقد أخطأتِ اختيارَ الأرضِ ...
وأنت أيَّتها الرُّوحُ بذرتِ
بذورَكِ في أرضٍ يابسةٍ
فنمت الأشواكُ وخنقتْ
سنابلَ حبوبكِ قبل نضجِها ...
لا تحزني أيَّتها الروحُ وتعزّي ...
ربما غداً تجدينَ أرضاً خصبةً
لبذورِ الرُّوحِ ....
فتبذرين وتفرحين بزرعِكِ
وتحصدين الغلالَ الوفيرةَ ....
الحصادُ الحقيقيُّ على
بيدرِ الحياةِ الحقيقيةِ ...
وأنت أيُّها النَّرجسُ حرصتُ
أن أسقيكَ أنقى دموعي وأطهرَها ...
ولكن بصلاتُكَ ضعيفة
وجذورُها متهالكة ...
فسرعان ما أصابها اليباس
وماتتْ قبل أن تتفتَقَ أزهارُها ....
انت تعيش في مهجتي
أيها النرجسُ الغالي
سأبقى لك وفياً وأرعاك بحناني
ربما تنتعشُ جذورُك وتتنشَّطُ بصلاتُك
ونعودُ معا إلى الأحلام .....
شاعر النرجس
حكمت نايف خولي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق