في اللّيل
و أنا في غرفتي
أصبّ جام قلقي
على الوسادة
فتأخذني بشوق
و فرحة وهوادة
أتتمدّد فوق سريري
أفرغ أكياس التعب
التّي أثقلت جسمي
طول ساعات النّهار
أحاول أن أنسى
ما ملأ جمجمتي
من أرقٍ و متاعب
عيناي شاخصتان في السّقف
أجمع ..وأطرح ..و أقيس أبعاده
مرّة أهدمه فوق رأسي
وأخرى أشيّده من جديد
أطليه ..أزخرفه ..
أزيّنه بأزهى الألوان
فجأة .. يتسلًل صوت مبهم إلى مسمعيّ
أفتح النافذة البّلوريّة
فيحضنني اللّيل قائلا :
أتستمتع بضوء النّهار و تعيش جلبته و زِحامه
و لا تكترث بهدوئي و قتامة دجايا ....
فلا أذكر كيف خرجت من غرفتي
و انساقت في ظلامه الدّامس خطاي ..
فقدت السيطرة على عواطفي
أتعبها التًسكّعُ ..
فرأيت اللّيل يجوب الشّوارع عاريًا
يغازل نخيل الأرصفةِ
يهمس لنجومِ الأرضِ بحلو الكلام
يعدهنّ بربيعٍ مزهرٍ
و بالقمر المنير هديّة
بحثت عن وسادتي
فلم أجد شيئا لديّ .
* صادق الهمامي/تونس *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق