كل الحنين:
راقها دوما أن يفعلوا ما يشاؤون، ثم ينصرفون... تجود عليهم بمباركة خفية تلهيهم عما يتركون وراءهم من غلبة الحضور و آثار شاهدة نافذة... عاقها دوما اللحاق بهم عن نشوة وحدة عاتية، تنبث في مسامها شعيرات الذبول... فاتها كثيرا أن تسير في ركبهم مقعدة، دون أن تسقط منها الأماني اللقيطة شيئا فشيئا حتى ينتبهوا إليها وهي رانية... تراقب وقع خطواتهم وهم يغيبون..تسايرهم كلما قبلوا أن يحضروا لتودعهم بكل حرارة،و كأنها تغذي حاجتهم إلى الرحيل الى حيث خصوصية الانتماء... ما كان لهم أن يحضروا وهم في كنف الغياب يستحضرون إسمك، فيسلبون منك ما يظنون أنه حقهم منك.. ما كان عليهم أن يوجدوا أصلا ولم يعد لهم شأن سوى التقدير والاحترام، و الإعجاب بقدرتك إن تبقى منها شيء على إنجاز شيء.... صحيح أنك هنا لتحرير الملك العام منك لهم... وكلما فرغت من حنين، انتابك كل الحنين.
سميرة شرف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق