مرحى برمس ..
.
عجّلْ قُدُومَكَ هَــــــــادِمَ اللَّذاتِ
مَــرْحَى بِرَمْسِِ دَامِسِ العَتَمَاتِ
.
فَهُنَاكَ فِي حَـرَمِ السُّكُونِ وَلَيْلِهِ
أَحْيَا وَ أَهْجُرُ عَالَمَ الأَمْـــــواتِ
.
أنَا هَا هُنَا بَيْنَ الطُّلُولِ خَرَابَةُُ
أَحْسُو الفناءَ مليئةً كَـــــــأْسَاتِي
.
نَقْـــعُ المذلّةِ مُذْ وُلِدْتُ رَضَعْتُهُ
أشْــكُو فتضعفُ أدمعِي مَأْسَاتِي
.
وَ لَقَدْ كبرْتُ عَلَى الهوانِ محنَّطًا
و السَّوْطُ يَرْسُمُ ضاحكًا طُرُقَـاتِي
.
دهرًا أسائلُ مَنْ أَكُونُ و أَكْتَفِي
بالصّمتِ خوفًا أَنْ أضيعَ حَيَاتِِي
.
أَسْعَى أُرَاضِِي الآخــــرينَ مذلّةً
تَكْفِي الغُمَيْزَةُ ســــابقَ النظراتِ
.
وَجَـــلاً تَقَمَّصْتُ الذَّوَاتِِ جَمِيعَهَا
و أَضَعْتُ فِي وَطَنِ الجهالةِ ذاتِي
.
و إذَا رَأيتُ مَعَ الغروبِ هريرةً
هَلَعًا تمــــــوتُ إزاءَهَا صولاتِي
.
حتَّى الصـلاةِ و قَدْ أَجَبْتُ ملبّيًا
للسّوْطِ لاَ لِلّــــــــهِ كَانَ صَلاتِي
.
وَحَّدْتُ فِي وَطَنِ العروبَةِ حَاكِمِي
مَنْ ذَا سواهُ شَرِيعَتِي و نَجَاتِي
.
جنّاتُ عَدْنِِ أَنْ أَكُـــــــونَ مُقَرَّبًا
و عَلَى المديحِ تَعــــــوّدَتْ أبْيَاتِي
.
و المخبرونَ هُمُ الرِّسَالةُ و الهُدَى
نُسِخَ الكتابُ و حُـــــــرِّفَتْ آيَاتِي
.
و الكاهنُ الأفّـــاقُ حَرَّمَ صَرْخَتِي
و أَجَازَ فِـــي رُدَهِ الدُّجى طعناتي
.
لاَ يصنعُ المجدَ الجبانُ و لاَ يَرَى
نُورَ التّحـــــــــرّرِ مُدْمِنُ العَتَمَاتِِ
.
العَبْدُ عَبْدُُ حَيْثَ حَطَّ رِحَــــــــالَهُ
فَلِمَ يهيمُ بِعَــــــــامِرِِ و فَـــــــلاَةِِ
.
عِشْقُ المواطنِ أَنْ تعيشَ مُعزّزًا
حُــــــــــــرًّا كريمًا سيّدَ السَّاداتِ
.
الحبُّ يَقْسِمُ فــــــي السَّلاَمِ قليلنَا
وَ بِهِ نَرُدُّ تَجَهُّمِِ السّنــــــــــــواتِ
.
و نثورُ فِي وَجْهِ الغُزَاةِ جَمِيعُنَا
صَفّا يبدِّدُ أَشْرَسَ الغـــــــــزَوَاتِ
.
ســـأظلُّ أنشدُ يَا دمشقُ صَبَابَتِي
حرَّى تُثِبُّ بأَحْرُفِي آهــــــــــاتِي
.
فأنا المتيّمُ مُـذْ وعيتُ و لَمْ يزلْ
هَذَا الغـــــــــــرامُ مسهّداً لَيْلاَتِي
.
للوحدةِ السّمراءِ صغتُ قصائدِي
غـــــــــراءَ أخطبُ وُدَّهَا مولاتِي
.
و شَدَوْتُ فِي كلِّ المحافلِ عاشقًا
أَرْجُو الأنيقةَ أَخْضَلَ الوَجَنَـــاتِ
.
و تَصُدُّ تُبْعدهَا العروشُ لِحَـاكِمِِ
بَاعَ العــــــــــروبةَ خادمًا لعداتِي
.
أَصْنَامُنََا وَأَدُوا العـــــروبةَ حطّةً
و كـلابُهُمْ نَبَحَتْ ضُحىً سَرَوَاتِ
.
للعـــــرشِ أَرْدَوْا كلَّ حُـرِِّ ماجدِِ
مستبشرينَ بِفُـــــــــــرْقَةِِ و شَتَاتِ
.
نَهْبَ الأعاجمِ قَدْ غَدَتْ أَوْطَانَنَا
و الرَّيْعُ يَحْمِي سَــادِنَ العَتَبَاتِ
.
فَمَتَى أَعُودُ إِلَى الظَّلاَمِ بِأَرْمُس ِِ
و تودّعَ الذّلَ المَشِينَ رُفَــــاتِي ؟
.
بقلم محمد الفضيل جقاوة
20/01/2020