******:::''':::'''''*****
:':':':'':':'*******
" عندما يصبح الحبيب رمادياً "
" على شاطئ البحر الغافي بين أحضان الأفق المتكئ على كتف صخرة تلوذ بالصمت منذ آلاف السنين. تئن من غربة الأسرار بين ذراتها' وصخب اللامبالاة 'وصراخ الأنا بين الوعي واللاوعي المدفون في صندوق عجائب الدنيا التي تخطت الشيء واختلطت باللاشيء.
تراكمت ذرات الصمت داخل الصخرة وبقيت أسراراً تطوف كل صباح ومساء مع نسيمات الهواء ترطب قلوب المحبين وترسل نغمات فيروزية جعلت البحر يستيقظ ويتثاءب ويفتح حقيبة رسائله الغافية بين أمواجه المثقلة بالأسرار والخفايا في مغلفات المجهول.
استلمت الأمواج رسائل بحرها .. رسائل شوق يتلقاها كل حسب انتظاره. رسالة قلب حملته الغيوم مطراً ليروي مشاعر عطشى لقطرة صدق ! رسالة لتلك الأجفان المتعبة الحالمة بالأمان الداخلي المنهك والمهمل بين زوايا الأمل ! رسالة لهاتيك الأحرف المبعثرة وتبحث عن قلم يلم شتاتها ويعيد إليها معانيها لتشع بلهيب المحبة.
رسالة وقفت علي طرف الموجة تتطاول لتمسك يد ليلى التي امتدت إليها تعانقها طال العناق وتقبيل جبينها مرات ومرات تتمنى لو تضعها في سلة الأيام تغطيها باللقاء وتعطرها بالأمل فلا يفسدها الفراق.
سلمت الموجة رسالتها وتركت ليلى معها على الصخرة واختفت بين بقية الموجات المتسابقة لإيصال الرسائل لأصحابها.
نظرت ليلى إلى رسالتها وتأملت حبيباً أمامها غاب وغاب ولكنه عاد من عالم الروحانية البعيد ' عالم لا يملك مرايا تعكس صوراً لملامح حُفرت عليها آثار الخوف الحياتية .
تأملت حبيبها ومسحت على رأسه وقالت : " متى وكيف أصبحت رمادياً "
فما أجمل رماديتك التي أشم عبيرها من اختلاط سوادك ببياضك أخذت من السواد ستره لعيوب البشر وعمقه وسره ' ومن البياض صدقه ووضوحه ونقاءه وشفافيته التي تكشف عن سر روعتك عندما تبتسم ! وعن جماليتك عندما تضع أو تنزع نظارتك البيضاء ! وعن سحرك عندما ألمس يديك فيفوح عطرك عندها. .. القلب يهدأ ' والنفس ترتاح والمشاعر تلوذ بحضن السنين وتسمو الروح فقد أصبح الحبيب رمادياً عندها أحست ليلى بشيء يلامس رأسها برقة ها هو حبيبها يمسح بيده شعرها التفتت إليه فلم تر غير الصخرة التي استطالت لتلامس شعر ليلى وق تحولت إلى وردة حمراء تهمس لها :
امسحي دموعك واحمليني معك فقد جعلتني مشاعرك. أذوب حباً ويجري الشوق في ذراتي الصلبة فها أنا كما ترين وردة حمراء فلربما تتبدل الأيام وأصبح حبياً رمادياً أنعم بحبك .
فانظري يا ليلى كيف تلاشت الأمواج واختفت .. وطارت النوارس. ... واختبأ الشفق .
فليس على الشاطئ غير ليلى والوردة الحمراء وحقيبة رسائل تنتظر الغد فهناك من ينتظر .. وينتظر .. وينتظر .
...
بقلمي / نعمات موسى /
( موثقة في كتاب لي )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق