الاثنين، 29 أبريل 2019

اقصوصة قصيرة جارحة /كلمات الأديب /محمد عوض الطعامنة

أقصوصه قصيرة جارحة 
      .... ما أن هم بالحديث لاحظت أنّ أحرفه تتعثر بدموع حبيسة في  عينيه ومخارج الأحرف في حلقه ! تنهد حين قال: 
  أنا معتاد يا صديقي أن أشتري لوازم بيتي من المول القريب من منزلنا الذي توفر إدارته  خدمة توصيل المشتريات الى بيت الزبائن .
 إشتريت قبل ايام مجموعة من الأغراض وقام صبي المحل هناك  بتوصيلها كعادته الى باب الشقه أو الدخول الى المطبخ ووضعها على الطاولة  هناك . 
ولما رجعت الى البيت في المساء  اعلمتني زوجتي انها فقدت ساعتها الثمينه في ذلك اليوم وقالت اظن اني كنت أضعها على طاولة المطبخ  عندما أحضر صبي المتجر الأغراض ويراودني الشك انه سرقها ! طلبت منها أن تفتش كل مكان في البيت قبل أن  نتهم احداً ،بعد يومين لم تجدها وحزنتْ كثيراً كون هذه الساعة غالية الثمن وهدية عزيزة من أخيها المغترب .
ذهبت في اليوم التالي :وأعلمت بذلك  ادارة المتجر الذين قابلوني مع الشاب ، تطلعت  اليه  ساهماً وسيماً في ميعة الصبا !سألته عن الساعة امام مديره .... انتفض غاضباً أعتدتها عضبة الشرفاء أو  كأن أفعى لدغته وقال:صحيح يا  عمو انا فقير واعمل حتى أوفر  نفقات لرعاية والدتي الوحيدة  ودروسي ،  ولكني أقسم لك أني لست حرامي . كدت ابكي معه وأنا مقتنع انه لم يفعلها وتركتهم وقفلت راجعاً وبعد يومين أعّلمتني  زوجتي انها عثرت على ساعتها بين امتعتها ! قال: كدت اتفجر يومها غيظاً ! عندما خطفت الساعة من يدها وذهبت من توي الى صاحب المتجر ورجوته بإلحاح شديد أن يجمعني بصبي المحل الذي  فهمت انه طرده من العمل من يومها !طلبت عنوان سكنه وذهبت الى بيته . قابلت والدته وأبديت لها وله اسفي وإعتذاري الشديد عن كل ما حصل وشكوكنا بل آثامنا التي ارتكبناها بحقهم ! رجوته الصبي أن يذهب معي   لمقابلة مديره .
وهناك امام المدير تقدمت من الشاب  بالإعتذار وقدمت له الساعة موضوع هذا الحدث كهدية يقدمها الى والدته وانا اكاد اطير فرحاً وقد عادت البسمة الرائقة على وجه الصبي وهو يبعث بنظراته المعاتبة نحو مديره ونحوي ! أعاده المدير الى عمله . وذهبت وانا التفت خلفي ولسان حالي يُردد ( إنّ بعض الظن إثم )
ةلكاتب :محمد عوض الطعامنه (ابو مجدي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق