عيناك مملكتي
..
إليك خلود ...
.
أذكى الصدود و طول الهجر أشجاني
ليلي الجحيم و صبحي زفـــــر نيران
.
كــــم أكتم الشوق مكلوما و يفضحني
سهو أحاذره .. كــــــــــالصرع يغشاني
.
و أخلط القول مهزوزا أعـــــــــــــــاوده
و كم أهيم فأنسي جــمع خــــــــــلاني
.
الفكر فيك بياض الصبّ منســــــــــرح
و في الهزيع ذهــــــــــــــــول دون آذان
.
عينـــــــــــــــــاك مملكة قدّست شرعتها
غرّا جبلت عــــــــــــلى تقديس أوطاني
.
كم ذا أبثّ ضرام الشـــــــــوق محترقا
ليلي .. و يزفر الناي بعض أحــــزاني
.
يزاحم الرّست آهــــــــــات الصّبا سقما
و يخلط الشوق بدء النفخ ميــــــــزاني
.
و يكتم الليــــــــــــــــل ما تبديه أنجمه
ولهى تردّد أوجــــــــــــــاعي و الحاني
.
قد أشفق البدر فالأنوار فــــــــــــــــاترة
و البؤس في جنبات الأرض ينعـــــاني
.
للنخل في خلــــــــــــــوة المكلوم تعزيّة
و الليل يشدو لليل السّهد تحنـــــــــاني
.
حتى الحمــــــــــــــــام أثار الناي لهفته
ليلا يهزّ بعذب البــــــــــــــــوح أكواني
.
إنّي المتيّم هــــــــــــــذا العشق أوقعني
دهري قــــعيد .. و رسفي القيد أدماني
.
قــد أشفق الصّخر يا هيفاء من وهني
لمّا بكيت همت للصخـــــــــــــر عينان
.
و ما استجبتِ و ما أشفقتِ معــرضة
كـــــــــــــــــأنّني زبرة من غير وجدان
.
يضني الكـــــــريمة أن يشقى بها كلف
فالضّر في عــرفها قصْر على الجاني
.
و ما جنيتُ عفيفا كنت مــــذ صغري
هـــــــلاّ سألت بحقّ اللــــــــه جيراني
.
عيناك ســــــــــــــــــــدّدتا نبلا فأوقعني
و الظالم القــــــــــدّ لو أنصفت أرداني
.
قد كان حكمك جـــــورا مذ نطقت به
فهل بعدلِِ معيد النقض يلقــــــــــــــاني
.
هـــــــــلاّ حنوت على الملهوف مشفقة
ماذا جنيتِ و هل أغنــــــــاك هجراني ؟؟
.
إن كـــــــــــــان قلبك يا هيفاء منشغل
بالغير سبْقا فبــــــــــرّي العاشق الثاني
.
يكفيه منك ســــــــــــــــلام عند رؤيته
فإن خشيت حـــــــراك الرمش أحياني
.
لا تقتل الحــــــــــرّة الخلصاء عاشقها
فالعشـــــــــــــــــق فاتنتي تقدير رحمن
.
لو كنتِ أنتِ بما ألقـــــــــــى مصفدة
أفرشت هــــــــــدبي لمن بالصّد تلفاني
.
لا لا أردّ مـــحبّا جاء مـــــــــــــرتجفا
فالجـــــــــــــود بالقلب لا يغلى بأثمان
.
بقلم الشاعر النجدي العامري
ذات مساء مثقل باللهفة
و الشوق 2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق